صرخة ضد مطرح نفايات بجماعة كيسر.. خطر بيئي يهدد التلاميذ والساكنة

حسين العياشي
أطلق اسمين ميلود، عضو المرصد الوطني لمحاربة الرشوة وحماية المال العام، صرخة بيئية جديدة من أمام مطرح نفايات عشوائي بجماعة كيسر، التابعة لإقليم سطات، بعدما تم “تكركيره” بشكل غير مسؤول بمحاذاة مؤسسات تعليمية، وبنايات سكنية، بل وحتى مرافق عمومية سيادية، في مشهد يثير القلق ويستدعي تدخلا عاجلا.
هذه الصرخة تذكر، وفق باميلود، بما سبق أن وقع بمدينة سطات، حيث تم التعامل بجدية مع ملف المطرح العشوائي هناك بفضل المتابعة المباشرة والمهنية لعامل الإقليم، وهي التجربة التي يأمل أن تتكرر في كيسر لإنهاء هذا الوضع غير المقبول.
المطرح المستنبت بطريقة عشوائية يوفر بيئة خصبة لتكاثر الجراثيم المسببة للأمراض، خاصة بفعل الحرق العشوائي للنفايات ورمي الأتربة والأحجار. الأخطار لا تقتصر على التلاميذ والتلميذات بإعدادية المتنبي ومجموعة مدارس بير الصفا، بل تمتد إلى الساكنة المحلية، ولاسيما الأطفال، المسنين، والمصابين بأمراض مزمنة. حتى المركز الترابي للدرك الملكي والملحقة الترابية، الحريصان على أمن واستقرار المنطقة، لم يسلمَا من هذه الأضرار.
ويُذكر أن تدبير النفايات في المغرب يخضع لمقتضيات القانون رقم 28.00 المتعلق بتدبير النفايات والتخلص منها، ويُعتبر من الاختصاصات المباشرة للجماعات الترابية تحت مراقبة السلطة العاملية. كما أن وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، من خلال قطاع البيئة والشرطة البيئية، تتحمل مسؤولية الرصد والمراقبة، إلا أن حضور هذه الآليات يظل غائباً على أرض الواقع، كما يلاحظ المتتبعون.
المبلغ المرصدي ميلود، شدد على أن سلوك المساطر القانونية للترافع والتظلم هو السبيل الأجدر لضمان الحقوق، بما في ذلك اللجوء إلى القضاء لمساءلة الجماعات والإدارات المقصرة، عوض الاقتصار على احتجاجات عفوية غير منظمة.
واختتم منبهًا إلى أن الوضع يتطلب تدخلاً فورياً من عامل إقليم سطات، استناداً إلى صلاحياته الرقابية الواسعة، معبّراً عن تفاؤله بقدرة السلطات الإقليمية على معالجة هذا الخلل البيئي الخطير وصون حق الساكنة في بيئة سليمة.