صرخة عمال النظافة بمكناس: أجور متأخرة، ظروف شاقة.. والنفايات تغرق الشوارع

حسين العياشي
بعد صمت طويل، خرجت مكاتب نقابية لعمال النظافة بمدينة مكناس ببيان استنكاري ناري، فضحت فيه ما وصفته بـ”الوضع الكارثي” الذي يعيشه القطاع، رغم استنزافه ثلث ميزانية الجماعة، أي ما يعادل ضعف ما يُصرف على الإنارة العمومية وصيانة الطرقات والخدمات الجماعية الأخرى.
النقابات المنضوية تحت لواء FDT وCDT وUGTM نددت بما اعتبرته “سابقة خطيرة” في تاريخ التدبير المفوض بالعاصمة الإسماعيلية، مشيرة إلى أن العمال يشتغلون في غياب تام لوسائل وآليات العمل، مقابل تأخير متكرر وغير مبرر في صرف أجورهم الشهرية، في مس مباشر بحقوقهم الأساسية وكرامتهم.
ورغم هذه الظروف، يواصل عمال النظافة أداء مهامهم اليومية “دون كلل أو ملل”، رافعين شعار: “نظافة مكناس أولاً”، في محاولة منهم للحفاظ على صورة المدينة التي تتراجع يوماً بعد يوم تحت وطأة تراكم الأزبال والروائح الكريهة.
وفي سياق متصل، وجه عامل عمالة مكناس مراسلة رسمية إلى مجلس الجماعة، نبه فيها إلى “خروقات خطيرة ومظاهر تسيء لجمالية المدينة”، أبرزها ضعف خدمات النظافة، داعياً إلى تدخل عاجل لمعالجة الاختلالات.
شكايات المواطنين بدورها لم تتوقف، حيث عبّر العديد منهم عن استيائهم من انتشار أكوام النفايات ومخلفاتها السائلة التي تغزو الشوارع وتشوّه المنظر العام، في مشهد يعكس هشاشة التدبير وغياب المراقبة الصارمة للشركة المفوض لها القطاع.
مصادر محلية تشير إلى أن تعقيد الوضع يعود أيضاً إلى تضارب المصالح داخل المصلحة المختصة، بين مهام التدبير الإداري والعمل النقابي، مما يزيد من إرباك المنظومة ويؤثر على مردوديتها.
أمام هذا الواقع، يطالب عمال النظافة ومعهم ساكنة مكناس بإصلاح شامل للقطاع، يقوم على المحاسبة، والصرامة في المراقبة، وإيجاد حلول جذرية، تعيد للمدينة رونقها المفقود وتصون حقوق العمال وكرامتهم.