
فاطمة الزهراء ايت ناصر
فضيحة تنموية جديدة تهز جماعة خميس دادس بإقليم تنغير، بعد أن كشف مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي عن الحالة المتدهورة للطريق الرابطة بين دواوير أيت ياسين وسرغين وتينزة وإعطاشن، وذلك بعد أسابيع قليلة فقط من انتهاء أشغال التهيئة.
وأوضح أحد السكان لـ”إعلام تيفي” أن الطريق بدأت تكشف عن وجهها الحقيقي بعد أسابيع فقط من الإصلاح، مؤكدا أن الأشغال لم تستغرق وقتا كافيا، وأن البلاط فورم، أي الأرضية الأساسية للطريق، لم يتم تثبيتها وفق ما تم الاتفاق عليه. وأضاف أن الطبقة السفلية لم تعزز بـ”جي 9″ أو “جي D”، ما جعل الأرضية تمتص المواد السائلة كالسيروم والزيت، مما حال دون التصاق الزفت السطحي (الكودرون)، وهذا ما أكده كذلك مصدر داخل مجلس الجماعة ل”إعلام تيفي”.
وأشار المتحدث إلى أن جوانب الطريق (الكوطمة) بدورها لم يتم تثبيتها جيدًا، بينما غابت مقومات التثبيت عن أعمدة الإنارة التي تم تثبيتها دون بروفيلات (القواعد الخرسانية الضرورية).
وأضاف أن مجاري الصرف الصحي لم تنجز بالشكل المناسب، ما يجعلها عرضة للانسداد مع أولى التساقطات.
وأكد أن العيوب الظاهرة على الطريق تشير إلى مخالفات فنية جسيمة، ولا يمكن السكوت عنها. الأمر يتطلب تشكيل لجنة تحقيق فنية عاجلة للوقوف على مكامن الخلل، وتحديد المسؤوليات، لأن هذه المشاريع تتم بتمويل عمومي ويجب أن تحظى بالمراقبة الصارمة.
الطريق، التي كان يفترض أن تخفف من معاناة التنقل اليومية للسكان، تحولت إلى مصدر قلق وغضب، بسبب الانهيارات والتشققات التي ظهرت بشكل مبكر، ما فتح الباب أمام اتهامات بالتقصير والغش في إنجاز المشروع.
المقطع المصور، الذي حصد آلاف المشاهدات، وثّق انهيارات في جنبات الطريق وتشققات طالت سطحها، وسط استياء واسع من السكان الذين اعتبروا أن ما جرى يعكس بشكل واضح سوء تدبير المال العام وانعدام الرقابة الفعلية على جودة الأشغال.
وكشف الفيديو عن اختلالات تقنية تهدد متانة البنية التحتية للطريق، من أبرزها ضعف في الطبقة الإسفلتية، وغياب كلي لأي مؤشرات على احترام المعايير الفنية المعتمدة، كما رصدت عيوب جسيمة في التنفيذ، تؤكد انعدام الرقابة على مثل هذه المنجزات، وانعدام ربط المسؤولية بالمحاسبة، مما يفرض تدخلاً عاجلاً من السلطات الإقليمية والوطنية لتصحيح الوضع.





