طنجة محاصَرة بالمعاناة.. لا مواصلات، لا حلول، والوعود في خبر كان

حسين العياشي
في شوارع طنجة هذه الأيام، الانتقال من نقطة إلى أخرى أشبه برحلة في فيلم من أفلام “البقاء للأقوى”، حيث يجد المواطن والزائر نفسه في مواجهة معركة يومية للعثور على وسيلة نقل. سيارات الأجرة؟ ترفٌ نادر. وحتى إن صادفت أحدها، فالسائق يقرر وجهتك بدلًا منك، مستبعدًا المراكز الحيوية وكأنها خارج الحدود، تاركًا الركاب أمام خيارين: انتظار طويل بلا أفق أو القبول بنصف المشوار.
أما الحافلات، فحكايتها أقرب لدروس في الصبر والتحمل: مركبات مكتظة حتى آخر مقعد، بلا تكييف في درجات حرارة خانقة، تتعطل محركاتها كما لو كانت تشكو مع الركاب من ثقل المعاناة، وعددها الضئيل لا يكفي لتغطية حي واحد، فما بالك بمدينة يضاعف الصيف من سكانها وزوارها. هكذا وصف بعض المواطنون ل”‘إعلام تيفي” واقع المدينة الأليم الذي يصدمهم كل يوم.
في قلب هذه الفوضى المرورية، يبرز غياب القيادة المحلية عن المشهد. فالعمدة منير ليموري يبدو، على حد تعبيرهم، منشغلاً بجدول رحلاته أكثر من انشغاله برحلات سكان وزوار مدينته، فيما نائبة العمدة المكلفة بالسير والجولان، سمية العشيري، التزمت صمتًا مطبقًا، دون أي مبادرة أو حتى تصريح يطمئن الرأي العام، ما جعل البعض يصفها بـ”النائبة النائمة”.
في وقت تحوّلت فيه المراكز الرئيسية للمدينة إلى بؤر اختناق يومية، حيث يتكدس المئات بانتظار سيارات أجرة لا تصل وحافلات لا تكفي، وسط غياب أي رؤية واضحة أو حلول عاجلة.
ويرى متابعون للشأن المحلي، أن أزمة النقل في طنجة لم تعد ظرفية مرتبطة بموسم الصيف، بل هي انعكاس لاختلالات هيكلية في تدبير هذا القطاع، تبدأ من غياب التخطيط الاستباقي وتصل إلى ضعف المراقبة على الشركات المتعاقدة، إضافة إلى تقاعس المنتخبين عن تحمل مسؤولياتهم في إيجاد بدائل عملية.
وهكذا، بينما تستمر معاناة المواطنين والزوار يومًا بعد يوم، تظل طنجة رهينة أزمات نقل خانقة، في انتظار أن تتحرك عجلة التدبير المحلي من جديد، قبل أن تتحول “عروس الشمال” إلى عنوان للفوضى بدل الجاذبية السياحية.





