عبود: مربو دجاج اللحم … خسائر ومطالب بإنقاذ القطاع

إيمان أوكريش: صحافية متدربة

أوضح محمد عبود، رئيس  الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم، لـ”إعلام تيفي”  أن المربين الصغار والمتوسطين  يواجهون تحديات خطيرة تهدد استمراريتهم، مشيرا إلى أن المرحلة الحالية تتميز بخسائر متتالية وارتفاع كبير في التكاليف، مما يضع المربين أمام ضغوط لا تطاق.

وأبرز عبود أن تكلفة إنتاج الكيلوغرام الواحد من الدجاج وصلت إلى أكثر من 18 درهمًا، نتيجة لارتفاع سعر الكتكوت إلى حوالي 14 درهمًا وسعر الأعلاف المركبة إلى 4.50 دراهم.

كما أكد على أن هذه الأعباء تجعل المربين في موقف صعب للغاية، خاصة عند مقارنتها بتكاليف الإنتاج في أوروبا، التي لا تتجاوز 13 درهمًا للكيلوغرام الواحد، معتبرا أن غلاء الأسعار، سواء في الدجاج أو غيره، ليست مسؤولية المربين وحدهم، بل هي مسألة مجتمعية تتطلب تدخل جميع الأطراف لإيجاد حلول جذرية وعادلة.

واعتبر عبود البرامج الحكومية مثل “المغرب الأخضر” و”الجيل الأخضر”، مبادرات  لم تحقق النتائج المأمولة، رغم طموحها، مشددا على  أن المربين استمروا في مواجهة الصعوبات ذاتها رغم مرور أكثر من عقد على إطلاق هذه البرامج، حيث بلغت الخسائر في القطاع أكثر من 530 مليار سنتيم، وأدت إلى توقف العديد من المربين عن الإنتاج أو تقليصه.

وفي هذا السياق، نوه عبود بقرار مجلس المنافسة فتح تحقيق بشأن الممارسات التجارية المتعلقة بسوق الأعلاف المركبة، معتمدًا على خلاصاته الصادرة في رأيه رقم ر/3/24 بتاريخ 26 سبتمبر 2024.

واقترحت جمعيته عدة إجراءات لإنقاذ المربين الصغار والمتوسطين، من بينها إنشاء وكالة وطنية تجمع جميع الفاعلين في القطاع لتتبع أدائهم، وإعفاء المربين من الفوائد البنكية على الديون المتراكمة مع جدولتها لدعم الإنتاج، داعية إلى إعفاء الأعلاف المركبة من الضريبة على القيمة المضافة، وإلغاء الرسوم الجمركية على الكتاكيت لتشجيع المنافسة في السوق الوطنية.

كما أكدت الجمعية على ضرورة تعديل القوانين الحالية لتصنيف المربين كمزارعين وضمان حقوقهم، وليس كأطراف تجارية، إضافة إلى فتح حوار مباشر مع الغرف الفلاحية والمديريات الجهوية لدعم العاملين في هذا القطاع الحيوي.

وشدد عبود على أن قطاع الدواجن في المغرب يمثل صمام أمان للأمن الغذائي، حيث يوفر لحومًا بيضاء بأسعار تناسب القدرة الشرائية لغالبية المواطنين، إلى جانب دوره في توفير فرص عمل لعدد كبير من الأسر، لكن استمرار الوضع الراهن يزيد من معاناة المواطنين ويضع مستقبل المربين الصغار على المحك.

ويذكر أن  الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم ، توجهت إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، برسالة تتعلق بالمشاكل التي يعاني منها قطاع تربية الدواجن بالمغرب.

وجاء في المراسلة أن قطاع تربية الدواجن يواجه تحديات كبيرة، من بينها ارتفاع تكاليف الإنتاج، التي تفوق تفوق الدول الأوروبية بـ 5 دراهم للكيلوغرام من الدجاج الحي، وتأثيرها على الأسعار في السوق المحلية.

وأشارت المراسلة إلى أن كل مداخلات الأعلاف مستوردة ولا علاقة لها بالجفاف أو السوق العالمية، والدليل أن المربي الأوروبي يسوق منتوجه من الدجاج الحي بأقل من 1.25 أورو (13 درهم)، وتكلفة المربي المغربي تتجاوز 18 درهما في أحسن الظروف.

وأكدت الجمعية على أن كل هذه الإكراهات أدت إلى إفلاس أكثر من نصف عدد مربي دجاج اللحم، مما أسهم في تراجع اليد العاملة في هذا القطاع، ملتمسة تحديد لقاء مع الوزارة الوصية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى