عمال أوزون بالسعيدية يواصلون إضرابهم احتجاجا على هزالة أجورهم
زوجال قاسم
تشهد مدينة السعيدية بإقليم بركان تفاقم أزمة النظافة، إثر دخول عمال شركة “أوزون” المفوض لها تدبير النظافة في المدينة الساحلية، في إضراب مفتوح عن العمل، يأتي هذا الإضراب عقب قيام الشركة بفسخ عقد التدبير المفوض مع الجماعة الترابية للسعيدية، مما أدى إلى تراكم ملحوظ للنفايات في مختلف أحياء وشوارع المدينة، الأمر الذي يثير استياء الساكنة ومخاوف جدية من تداعيات صحية وبيئية محتملة.
وتعود جذور هذه الأزمة إلى مجموعة من الإكراهات والمطالب العالقة لسنوات، يواجهها عمال النظافة، الذين يشتكون من ظروف عمل قاسية تتمثل في ساعات عمل طويلة تبدأ فجراً وتمتد لساعات متأخرة، كما يفتقر أغلبهم لأبسط وسائل الوقاية الفردية الضرورية، مما يعرضهم لمخاطر صحية مهنية، وفق تصريحات بعض العمال.
كما يعاني عمال شركة أوزون من الأجور الهزيلة التي لا تتناسب مع متطلبات المعيشة المرتفعة، والتأخر في صرفها، وغياب التعويضات عن المخاطر، وهو ما تؤكده شكاوى نقابية من ضعف التجهيزات والآليات المهترئة، ونقص الموارد البشرية، ما يزيد من الأعباء الملقاة على عاتق العمال.
ووجدت شركة “أوزون” نفسها في قلب هذا الجدل، حيث يوجه إليها العمال والنقابات اتهامات بعدم الالتزام ببنود دفتر التحملات المتعلقة بتحسين ظروف العمل وتجديد الأسطول وتوفير المعدات الأساسية، ورغم إصدار الشركة لبيانات دورية تؤكد فيها “التزامها تجاه المستخدمين والساكنة” وحرصها على “استمرارية الخدمة”، إلا أن الواقع الميداني لتكدس النفايات يتعارض مع هذه التأكيدات، مما يؤثر سلباً على جودة الحياة اليومية للمواطنين ويبرز أهمية كرامة العمال الذين يقدمون خدمة عمومية جوهرية.
