العناية ل”إعلام تيفي”:”نجاح مدارس الريادة رهين بتحقيق العدالة ودعم الأساتذة”

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

أكد الأستاذ جلال العناية، أستاذ في مدارس الريادة، أن التصريحات المنسوبة لمديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بطنجة تطوان الحسيمة، وفاء شاكر، حول مدارس الريادة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط التعليمية ومواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أنها تتناقض مع التوجهات الرسمية وتسيء إلى المدرسة العمومية المغربية.

وأوضح العناية ل”إعلام تيفي” أن الدستور المغربي في فصله 31 يضمن الحق في تعليم ذو جودة لجميع المواطنين دون تمييز، وأن كل مشاريع الإصلاح، بدءاً من الميثاق الوطني للتربية والتكوين وصولاً إلى خارطة الطريق 2022-2026، جعلت من تكافؤ الفرص ومدرسة الإنصاف والجودة للجميع مرجعية ثابتة لا تقبل التلاعب.

وكشف الأستاذ أن مشروع الريادة ساهم في تكريس التمييز بين المتعلمين، خاصة فيما يتعلق بانتقاء المستفيدين من التمدرس في المؤسسات الرائدة، حيث يؤدي الانتقال إلى السلك الإعدادي إلى دمج تلاميذ مدارس الريادة مع تلاميذ المدارس العادية، ما يخلق فجوة كبيرة في التحصيل والخبرة التعليمية بين الطرفين.

وأشار إلى أن أساتذة مشروع الريادة يعانون من تعويضات هزيلة مقارنة بالمفتشين، حيث يحصل الأستاذ على 10000 درهم سنوياً مرة واحدة فقط، بينما يستفيد المفتش من 3000 درهم شهرياً، قد تصل إلى 5000 درهم، ما يعكس الفوارق الكبيرة بين الفئتين ويؤثر سلباً على تحفيز الأساتذة واستمرارية مشاركتهم في المشروع.

وكشف المتحدث أن نتائج المراقبة المستمرة والامتحانات الإشهادية في مدارس الريادة، رغم ارتفاع نسب النجاح، أثارت الشكوك حول الاستقلالية والموضوعية، مؤكدًا أن تقييم المنظومة التعليمية يجب أن يستند إلى مصداقية ومعايير واضحة، وأن أي تقصير في هذا الصدد يضعف ثقة أولياء الأمور في المدرسة العمومية، ويزيد من الإقبال على التعليم الخصوصي، حيث يلجأ العديد من الآباء لنقل أبنائهم خوفاً من أن يكونوا “فئران تجارب” في هذا المشروع.

وشدد العناية على أن نجاح أي إصلاح تربوي رهين بتحقيق العدالة بين جميع الفاعلين، مع التركيز على الأساتذة باعتبارهم محور العملية التعليمية، موضحًا أنه بدون تحفيز ودعم كافٍ لهم، لن يكون لأي مشروع إصلاحي، بما في ذلك مدارس الريادة، القدرة على النجاح والاستمرارية.

وأكد العناية أن غياب مراجعة ساعات العمل وشروط العمل التقليدية، بالإضافة إلى صعوبة المهام المنوطة بأساتذة الريادة، يضع المشروع في مواجهة تحديات كبيرة، داعياً إلى وضع حلول عادلة ودعم مالي متوازن بين الأساتذة والمفتشين لضمان استمرارية المشروع وتحقيق أهدافه التعليمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى