
زوجال قاسم
يشهد قطاع تربية الماشية بالمغرب ضغوطاً متزايدة جراء الارتفاع المتواصل لأسعار الأعلاف المركبة، في سياق يتسم بتأثيرات الجفاف وتراجع الموارد الرعوية.
وتشير المعطيات القطاعية إلى أن هذه التطورات تضع صغار الفلاحين أمام تحديات إضافية، بالنظر إلى اعتمادهم الكبير على الأعلاف المدعمة للحفاظ على استقرار القطعان واستمرارية نشاطهم الإنتاجي.
وفي هذا السياق، حذر المستشار البرلماني سعيد البرنيشي، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، من التداعيات المباشرة لغلاء الأعلاف على استدامة القطيع الوطني، مؤكداً أن الفلاحين يعيشون مرحلة صعبة بسبب التحولات المناخية وارتفاع كلفة المواد العلفية.
وأشاد البرنيشي ببرنامج الدعم المباشر الذي اعتمدته الحكومة لتخفيف العبء عن الفلاحين، موضحاً أن العملية نُفذت وفق مقاربة شفافة اعتمدت على إحصاء ميداني دقيق مكّن من توجيه الدعم إلى مستحقيه.
غير أنه سجل بقلق عودة المضاربين والوسطاء إلى التحكم في مسالك توزيع الأعلاف بعد الشروع في صرف المساعدات، الأمر الذي تسبب في موجة جديدة من الارتفاع الحاد للأسعار وأفقد التدابير الحكومية جزءاً من نجاعتها.
ودعا المستشار البرلماني إلى تدخل حكومي عاجل للحد من هذه الممارسات وضمان استقرار الأسعار، مؤكداً أن وقف المضاربات يمثل شرطاً أساسياً لحماية القطيع الوطني وصون القدرة الإنتاجية للفلاحين الصغار.
كما طالب بتدخل مباشر لوزارة الفلاحة في تسويق الأعلاف بأسعار مضبوطة، على غرار ما يتم في توزيع البذور المختارة والأسمدة.
وتبرز هذه الوضعية حاجة ملحّة إلى تدخلات تنظيمية أكثر صرامة لضبط سوق الأعلاف، وتعزيز آليات المراقبة والمواكبة، بما يضمن استقرار الأسعار ويحد من تأثير المضاربات على الفلاحين الصغار.
وتمت الإشارة إلى أهمية تطوير آليات التوزيع المباشر، على غرار ما هو معمول به في تسويق البذور المختارة والأسمدة، باعتبارها خطوة قادرة على حماية القطيع الوطني وتحسين مردودية الفلاحين





