عيد الشباب رمزية وعقيدة

حنان أتركين
حول جلالة الملك محمد السادس احتفالا سنويا إلى رمز، إلى مُوجه، إلى مَدار كل السياسيات وكل الخطابات…
فدعا جلالته إلى إطلاق دينامية الشباب وإزالة ما يُكبلها، وتمكينها من الفِعل، وجعل السياسات العمومية في خدمته…
وخاطب جلالة الملك الأحزاب السياسة، طالبا فتح بنياتها المغلقة، وعقليتها المتحرجة، وطلاق مذْهبها الذي يجعل الشباب وقودا وليس قيادة…
وأعطى جلالة الملك المثال بالعناية بالشباب، فشجع المواهب، ووشح الكفاءات، وهنـأ الأبطال، وحرص على أن يشارك شعبه فرحة مونديال قطر وهو يرتدي قميص المنتخب الوطني…
ورفض جلالة الملك، أن يبقى الشباب “متفرجا” على مؤسسات بلاده، وعلى الفعل السياسي، دون أن يكون له أي دور، فَمَهد له سبل المشاركة وعمل على تدليلها الواحدة تلو الأخرى…
وحصن جلالة الملك الشباب، حين اهتم بتدينه وعقيدته، فوفر له إسلاما مغربيا وسطيا مالكيا مقرونا بتصوف يتوق إلى مدارج السالكي…
ينتقد جلالة الملك، كل القراءات الاقتصادية والاجتماعية الإيجابية للنمو، ما دامت لم تمس شريحة الشباب، لكي توفر له التمكين والكرامة…
أسس جلالة الملك، لوطن جديد مفتخر بكل مكوناته وتعدديته وأجياله، فكرم حكمة الشيوخ وراهن على اندفاع وحيوية الشباب لتحقيق الإقلاع، ودعم التغيير…
رعى جلالة الملك مدونة الأسرة، واعتبرها مفتاح نجاح المجتمع، ومنحها نفسا جديدا تغييرا يمكنها من تأطير التحولات المجتمعية، تم ذلك في توليفة للخصوصية والكونية، في تجسيد للاستثنائية المغربية المبدعة الخلاقة…
أنصت جلالة الملك، لنبض الشباب حين خرج في 20 فبراير، وعرض على الأمة دستورا للحقوق موجه للشباب راسما الربيع في منطقة لا زال خريفها ممتدا ولا أفق لانجلائه…
نتذكر في عيد الشباب، كل هذا الزخم…كل هذا الفعل…كل هذا التوجيه…الذي يشكل في المحصلة “عقيدة” مُلك جلالة الملك محمد السادس…بهمة لا تفتر، وبعزم يرفض الاستكانة، وبإصرار لإحداث التغيير…يواصل جلالة الملك، العناية بالشباب والاهتمام بالنساء…لا يمكن لأي تنمية أو مخطط لها أن ينجح دون مشاركة “قواه معطلة”…لا يمكن لبناء الدولة الحديثة أن يتم دون بصمة “نسائية” ولا يمكن للديمقراطية والتمثيل أن تترسخ دون أن يكون الشباب فاعلين في مسلسلاتها…لكن ككل المشاريع التحديثية تقف قوى معرقلة، مناهضة، بنزوعات ذاتية أو بتأثير بنية عتيقة ترفض التواري أمامها…يمكن لهذه المقاومات أن تعطل، أو أن تعرقل، أو أن تؤخر لكنها أبدا لن تكبح هذا المشروع الذي أصبحت له مواقع مكتسبة، وسياسات عمومية داعمة…فهنيئا للشباب وللنساء بعيد الشباب.