غازي لـ”إعلام تيفي”: ” تغير المناخ وغياب معالجة المياه العادمة وراء تلوث الموارد المائية”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
كشف الدكتور العربي بغازي، أستاذ الجغرافيا الطبيعية، أن تلوث المياه الجوفية في عدد من مناطق المغرب أصبح مرتبطًا بشكل وثيق بالتغيرات المناخية وموجات الجفاف المتكررة، التي تساهم في ارتفاع نسبة التبخر، وبالتالي زيادة تركيز المواد الكيميائية والملوثات في المياه.
وأوضح بغازي ل”إعلام تيفي” أن “النيترات، النيتريت، المركبات الأزوتية، والمعادن الثقيلة مثل الكادميوم، الرصاص، الحديد، والنحاس، باتت تُمثل تهديدًا متصاعدًا على جودة المياه الجوفية، بسبب تقلص الموارد المائية وتفاقم الاستغلال الفلاحي والصناعي، خاصة في المناطق الساحلية كالدار البيضاء والرباط وطنجة”.
وأكد الأستاذ الجامعي أن هذا التدهور في جودة المياه لا يقتصر على الأثر البيئي فقط، بل له عواقب مباشرة على صحة الإنسان وعلى الأمن المائي والغذائي، حيث أصبحت كميات كبيرة من المياه غير صالحة لا للشرب ولا للري.
وأشار إلى أن دراسات أجريت على مستويات متعددة، منها دراسة ميدانية في منطقة المحمدية، أثبتت أن غياب شبكات الصرف الصحي، إلى جانب الاستعمال المكثف للأسمدة الكيماوية، يساهمان بشكل كبير في تسرب الملوثات إلى الفرشات المائية.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور بغازي وجود حلول مبتكرة لمواجهة هذا التحدي، من بينها مشروع تم تطويره بجامعة القاضي عياض، يعتمد على مصافي طبيعية لتنقية المياه العادمة باستخدام مواد بيئية كالحصى والرمال ونشارة الخشب، مما يسمح بإعادة استعمال هذه المياه في الزراعة أو الأغراض المنزلية.
في نفس السياق، كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت يوم 21 يوليوز 2025 أن المياه الجوفية في سهل أنكاد، الذي تعتمد عليه مدينة وجدة بشكل كبير، تعاني من تلوث كيماوي وبكتيري يجعلها غير صالحة للاستهلاك البشري، وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية.
ورغم أن مؤشر PIG صنف أغلب العينات ضمن “تلوث غير هام” أو “منخفض”، إلا أن التحاليل الدقيقة أظهرت أن نسب الأملاح الذائبة، الكلوريد، والصوديوم تتجاوز بكثير النسب المسموح بها، خصوصًا خلال موسم الجفاف.
الأخطر، بحسب الدراسة، هو أن ما يقرب من نصف العينات احتوت على تركيزات نترات تفوق المعايير الصحية، خاصة في جنوب السهل وضواحي وجدة، مما يعرض الساكنة لخطر أمراض خطيرة مثل “متلازمة الطفل الأزرق”.
كما رصدت الدراسة تلوثًا ميكروبيولوجيًا واسع النطاق، إذ تم الكشف عن وجود القولونيات البرازية، القولونيات الكلية، والمكورات المعوية في أغلب الآبار، مما يجعلها غير صالحة للشرب وقد تسبب أمراضًا مثل التيفوئيد والكوليرا.





