غموض النظام الأساسي الخاص بالمكتب الوطني للسلامة الغذائية يثير قلق الشغيلة

حسين العياشي

تعيش شغيلة المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA) حالة من القلق المتصاعد، في ظل استمرار الغموض الذي يكتنف مصير ملف النظام الأساسي، رغم الوعود المتكررة بطي صفحة الانتظار الطويلة. وتشير مصادر نقابية مطلعة إلى أن النقاش داخل الجهاز التنظيمي للنقابة بدأ يميل تدريجيًا نحو خيار التصعيد، في ظل ما تعتبره القواعد “تعاطيًا بطيئًا وغير جدي” مع أحد أهم الملفات التي تحدد مسارهم المهني ومستقبلهم الوظيفي.

ومع دخول قانون الإضراب حيّز التنفيذ، والذي فرض التزامات جديدة على التنظيمات النقابية، أعيد ترتيب أولويات المرحلة داخل المكتب، ما أثار تساؤلات حارقة حول جدوى الحوار القطاعي ومستقبله، بحسب ما أكدت مصادر النقابة. وتكشف المعطيات أن الأيام الأخيرة شهدت نقاشات موسعة بين مستخدمات ومستخدمي المكتب، تعكس استياءً متناميًا من وتيرة التعامل مع الملف، ورغبة قوية في تحريك الموقف نحو حلول ملموسة.

هذا التوتر بدا واضحًا خلال الدورة الأخيرة التي عقدتها اللجنة الإدارية للنقابة الوطنية للمكتب بمدينة مراكش، نونبر الجاري، حيث تم التأكيد على أن قرار تعليق المعركة الاحتجاجية السابق لم يكن تراجعًا، بل جاء “ترجمة لروح المسؤولية” واحترامًا لضوابط قانون الإضراب، مع الإشادة بالخطوات الإيجابية التي سبقت التعليق.

ومع ذلك، شددت النقابة على تجديد مطالبتها الحازمة بالإسراع في اعتماد نظام أساسي “عادل ومنصف”، مؤكدة على حقها في الاطلاع على تفاصيل المراسلات الجارية بين وزارتي المالية والفلاحة حول المشروع. وأوضحت أن أي تعديل في مضامين النظام الأساسي يجب أن يخضع للنقاش والتوافق، بما يضمن حماية مصالح الشغيلة ويضع حلاً نهائيًا لهذا الملف الحيوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى