غوتيريش في كوب 29 : يجب أن لا تخرج الدول النامية من باكو خالية الوفاض

إعلام تيفي

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن الدول النامية “يجب ألا تخرج من باكو خالية الوفاض”، مطالبا الدول المتقدمة بالتوصل إلى اتفاق لدعم الدول النامية في مواجهة تغير المناخ. هذا التصريح يأتي في سياق مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 29) الذي تستضيفه أذربيجان، في وقت يشهد العالم توترات حول الالتزامات المالية المناخية.

وفي مناسبات سابقة، حث غوتيريش الدول الغنية على الالتزام بتعهداتها، بما في ذلك توفير 100 مليار دولار سنويًا لدعم الدول النامية في جهودها للتكيف مع التغير المناخي والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة. كما دعا إلى إصلاح النظام المالي العالمي لتمكين هذه الدول من الحصول على التمويل اللازم لمواجهة التحديات البيئية.

وتواجه المفاوضات الحالية تعقيدات كبيرة، خاصة مع وجود مطالب من الدول النامية بزيادة المساعدات المالية المناخية لتصل إلى أكثر من عشر أضعاف الدعم الحالي، الذي يبلغ نحو 116 مليار دولار سنويا. إلا أن الدول الغربية تراه هدفا غير واقعي نظرا لمواردها المحدودة.

ومع استمرار السجالات بين الدول النامية والغنية، يتوقع أن تكون هذه المفاوضات من بين الأصعب منذ مؤتمر باريس للمناخ عام 2015، مما يعكس الانقسامات العميقة وانعدام الثقة بين الدول الـ75 المشاركة.

تحديات الدول النامية

تواجه الدول النامية تحديات كبيرة في التعامل مع التغير المناخي، تتمثل بشكل أساسي في نقص التمويل والقدرة التقنية اللازمة لمواجهة آثاره. إذ تحتاج هذه الدول إلى استثمارات ضخمة لتطوير مصادر طاقة نظيفة وتعزيز بنية تحتية مقاومة للكوارث المناخية، بالإضافة إلى دعم المجتمعات الأكثر عرضة للتأثيرات البيئية.

ورغم تعهدات المجتمع الدولي بتوفير 100 مليار دولار سنويا لدعمها، إلا أن هذا التمويل لم يصل إلى المستوى المطلوب بشكل كامل، حيث لم تلتزم الدول المانحة بتقديم المبلغ المتفق عليه بانتظام أو كمنح مجانية، مما يعيق قدرة الدول النامية على التكيف مع التغيرات المناخية المتسارعة.

علاوة على ذلك، تقع العديد من الدول النامية في مناطق معرضة لظواهر مناخية شديدة، مثل الأعاصير والجفاف والفيضانات، والتي تزداد حدة وتكرارا بسبب الاحتباس الحراري، وتؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح والبنية التحتية، مما يُضعف الاقتصاديات المحلية التي تعتمد غالبا على الزراعة والمصادر الطبيعية.

اقرأ أيضادول مشاركة في (كوب29) توافق على إطار عمل لسوق كربون عالمية تدعمه الأمم المتحدة

كما تفتقر الدول النامية للتكنولوجيا المتقدمة والخبرة اللازمة للتخفيف من آثار التغير المناخي، والتي تعد مرتفعة التكلفة ويصعب الوصول إليها. وبالإضافة إلى ذلك، يعتمد اقتصاد بعض هذه الدول بشكل كبير على استخراج النفط والغاز، مما يضعها في موقف صعب بسبب الضغوط الدولية للتخلي عن الوقود الأحفوري.

وتضاف إلى هذه التحديات الانقسامات السياسية والعقبات الدولية، حيث تعاني الدول النامية من انعدام الثقة في التزام الدول المتقدمة بتعهداتها السابقة، مما يعقد المفاوضات حول المساعدات المناخية في المؤتمرات الدولية. وبذلك، تحتاج الدول النامية إلى دعم دولي حقيقي عبر التمويل ونقل التكنولوجيا، حتى تتمكن من تحقيق نمو مستدام وتوفير الحماية لشعوبها من التداعيات السلبية المتزايدة للتغير المناخي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى