فاس على صفيح ساخن.. مطرح النفايات بعين البيضاء يهدد البيئة وصحة السكان

حسين العياشي

في قلب جماعة عين البيضاء شمال مدينة فاس، يعاني مطرح النفايات توقفاً تاماً عن العمل، بعد نفاد المحروقات وتعطل العمال عن أداء مهامهم. المدينة، التي طالما اعتُبرت مركزاً علمياً وثقافياً، وجدت نفسها أمام تهديد حقيقي للبيئة وصحة المواطنين، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة في الأسابيع الأخيرة.

الروائح الكريهة التي تنبعث من المطرح تتسلل إلى الأحياء المجاورة والمرافق الحيوية، بما فيها المستشفى الجامعي والمركب الرياضي الكبير. السكان يصفون الوضع بأنه كارثة تهدد الحياة اليومية لهم ولأطفالهم، ويؤكدون أن الهواء أصبح مشبعاً بالروائح التي لا تطاق، مما ينعكس سلباً على الصحة العامة ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض التنفسية والمزمنة.

يؤكد السكان أن المطرح يقع على مقربة من مساكنهم، ما يجعل الأضرار المباشرة أكبر. البعض اضطر إلى الانتقال إلى مناطق أخرى هرباً من هذه الروائح، فيما بقي آخرون يعيشون يومياً مع المعاناة، مراقبين كل تراكم للنفايات وكأنها عدّ تنازلي لكارثة محققة.

ومع اقتراب فترات التظاهرات الرياضية الكبرى التي ستستضيفها المدينة، يزداد القلق من أن تعطل المطرح سيؤثر على صورة فاس أمام الزوار والمشاركين، ويهدد نجاح المشاريع التنموية التي تهدف إلى رفع جاذبية المدينة.

السكان يشددون على ضرورة تدخل الجهات المسؤولة بشكل عاجل، مطالبين بتوفير المحروقات للعمال وإعادة تشغيل المطرح فوراً، بالإضافة إلى مراقبة الشركة المكلفة لتفادي أي إخلال مستقبلي بتسيير المرفق العمومي. كما دعوا إلى وضع خطة شاملة لمعالجة الروائح والحفاظ على صحة المواطنين والبيئة، مؤكدين أن استمرار الوضع الحالي يعني تفاقم المخاطر وتهديد حياة السكان بشكل مباشر.

إن أزمة المطرح بعين البيضاء ليست مجرد إخلال إداري، بل تحذير صارخ من أن تجاهل البيئة والصحة العامة قد يؤدي إلى كوارث يصعب تداركها، وأن حماية المواطنين والفضاءات الحيوية في فاس يجب أن تكون أولوية عاجلة للسلطات المحلية والجهوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى