فتيحة المودني في عزلة سياسية واتهامات بوجود “عمدة في الظل”

إعلام تيفي
تعيش رئيسة مجلس جماعة الرباط، فتيحة المودني، واحدة من أصعب فتراتها السياسية، بعد أن تخلّت عنها قيادات الأغلبية، وامتنعت عن دعمها في مواجهة مقاطعة غير مسبوقة لاجتماعات الجماعة من طرف عدد من المنتخبين البارزين. مصادر مطلعة وصفت الوضع بـ”الحرج للغاية”، خاصة في ظل غياب أي تدخل حزبي يخفف من حجم الانقسام والتوتر الداخلي.
الأمر الذي يعيد إحياء عدوى العناد والتسلط، التي كانت سببًا رئيسيًا في الإطاحة بالعمدة السابقة أسماء أغلالو، حيث يبدو أنها انتقلت إلى المودني، التي يشاع كونها منحت صلاحيات واسعة لمجموعة من المقربات منها داخل الجماعة.
هذه الخطوة، التي وُصفت بـالانتقائية، أثارت موجة تذمر وسط مكونات المجلس ، حيث اعتبر بعضهم أن سلوكات بعض المقرّبات طغت عليها النزعة “المزاجية”، حتى أن إحدى المسؤولات – دون أي صفة قانونية – أقدمت على إهانة أحد نواب العمدة، في سابقة خطيرة تعكس تدهور الأجواء.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن عددا من نواب العمدة، يعتبرون عمليًا أن علاقتهم بالمودني قد انتهت، بعدما تحولت الاجتماعات والقرارات إلى مجرد إجراءات شكلية، تُتخذ دون مشاورة، وتُنفذ تحت إشراف من بات يُوصف بـ”العمدة في الظل”، ويتعلق الأمر بعادل الأطراسي، رئيس مقاطعة السويسي، الذي تقول مصادر من داخل المجلس إنه يتحكم فعليًا في عدد من الملفات والقرارات الحساسة، مستفيدًا من غياب الانسجام وضعف القيادة الرسمية.
في ظل هذا المناخ المحتقن، بدأت العمدة تبحث عن طوق نجاة داخل دواليب ولاية الرباط، محاولة فتح قنوات تواصل جديدة، قد تعيد لها شيئًا من التوازن المفقود. غير أن المعطيات السياسية تفيد بأن الحزام السياسي الذي كان يفترض أن يساندها، بما في ذلك منتخبو حزبها، وبعض حلفاء الأغلبية من الأصالة والمعاصرة والاستقلال، قد تخلوا عنها، ووجهوا رسائل سياسية واضحة من خلال المقاطعة.
أزمة العمدة فتيحة المودني، وفق العديد من المراقبين، لم تعد مجرد أزمة تدبير، بل تحولت إلى اختبار حقيقي لقدرة الأحزاب المشكلة للأغلبية في العاصمة على التماسك، وتجنب تكرار سيناريو الانهيار الذي أطاح بتجربة أغلالو، وجعل المجلس الجماعي للرباط في وضعية شلل مؤسسي مستمر.





