فرحة وطن .. إرادة ملكية و جامعة تنقل كرة القدم المغربية من الإنعاش إلى العالمية

حنان الشفاع
تربعت كرة القدم المغربية على عرش العالمية بعد تتويج المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة بكأس العالم” الشيلي ” في إنجاز مغربي عربي غير مسبوق، ليواصل بذلك المغرب كتابة التاريخ بمداد من الفخر الأطلسي الخالد.
عشنا فجر اليوم وعاش معنا الأشقاء العرب والأفارقة وحتى اللحظة فرحة جديدة من صفحات المجد المغربي ونحن الذين عشنا بالأمس فرحة مونديال قطر باحتلال الرتبة الرابعة عالميا، وبرونزية أولمبياد باريس، دون تجاوز ذهبية كأس إفريقيا للاعبين المحليين، والقاسم المشترك للإنجازات أنها بأطر مغربية وليد الركراكي سطر بفلسفته “المستحيل ليس مغربيا”، طارق السكتيوي أكدها، ومحمد وهبي رسخها للتاريخ بوصول البوديوم كبداية لفتح باب جديد أمام الإرادة المغربية.
نجاح كرة القدم المغربية الذي أضحى نموذجا عربيا وإفريقيا يحتذى به وفرض على القنوات العربية تخصيص فقرات دائمة له، لم يكن وليد الصدفة أو ضربة حظ، هو ثمرة إرادة ملكية سطرت بحكمتها طريق الإقلاع وعمل جامعة محترفة ودعم شعب غيور، هو نجاح ساهم فيه الجميع صنعته الجامعة المغربية لكرة القدم بقيادة فوزي لقجع، الذي أخرج باستراتيجيته كرة القدم المغربية عقب تسلم مفاتيح قيادتها من الإنعاش إلى العالمية بعمله الاحترافي و التركيز على التكوين و التأهيل وصبره على الانتقادات واستعجال النتائج.
وهنا أستحضر مرة أخرى تصريح لقجع، بعد خيبة كأس إفريقيا ” مصر ” حينها كان الجميع متشائما غاضبا، أطل الرجل في المؤتمر الصحفي بثقته المعروفة مخاطبا الجميع بمن فيهم نحن معشر نساء ورجال الصحافة “نعم نريد النتائج لكن يجب التركيز على التكوين ومختلف الفئات العمرية والمنتخبات حتى تكون مشتلة للمنتخب الأول”، وبالفعل صدق الرجل، كان واثقا من عمله حول فكر اللاعب من مجرد حالم بنيل شرف المشاركة إلى واقعي يبحث عن الفوز والتتويج العالمي.
ولعل فوز الأشبال بكأس العالم فاتحة طريق لعهد جديد للكرة المغربية العالمية قاهرة الكبار التي لن ترضى بديلا عن المنافسة على البوديوم، ونتوخى ونحن كلنا دعم للمنتخب الأول ولربانه وليد الركراكي معانقة لقب إفريقي جديد غاب عن خزانتنا لسنوات طويلة .. فالمستحيل ليس مغربيا وإن اتحدنا فنحن قادرون على التتويج على أرضنا وأمام جمهورنا الذي لا يحتاج لدعوة لأن وطنيته الكبيرة ستقوده لملاعب مملكتنا الغالية، ولرسم أرقى اللوحات لدعم رفقاء العميد أشرف حكيمي ولرد تعب وتضحيات مجهود جامعة بالتتويج بلقب طال انتظاره.
وفي الأخير شكرا لكل من ساهم في فرحة وطن شعبه لايهادن أو يساوم في حبه له، وعشق كرته وسيلة من وسائل التعبير عن الحب الكبير لوطن عظيم هو صانع المجد بأبنائه الجنود الشبل منهم ولد أسدا أطلسيا أرعب العالم بزئيره.