فضيحة “أكدال 2” عنوان كبير للخروقات العقارية بمدينة سلا الجديدة

بشرى عطوشي 

ما تزال “الفضيحة العقارية” أكدال 2 بسلا الجديدة، التي امتدت أزمتها لحوالي عشر سنوات تلقي بظلالها على السوق العقارية، ولم تجد الأزمة التي تخللت المشروع حلا أو نهاية مرضية.

ملف هذه الفضيحة وهذا المشروع لازال يراوح مكانه، لا بل دخل طي نسيان السلطات التي يوجد على ترابها هذا المشروع، وحتى الجماعة المعنية بالأمر، نفضت يدها من هذا الملف، وظل الضحية الوحيد هو عشرات الأسر التي وضعت أموالها لدى المقاول المعروف باسم “مهيدرة”، وظلت تنتظر مسكنها، لأزيد من 10 سنوات.

ضحايا مشروع “أكدال 2” السكني بسلا الجديدة، كانوا قدموا تسبيقات مالية تجاوزت ال 100 ألف درهم من أجل الحصول على مسكن بهذا المشروع، وفي لحظة تبخر حلم هؤلاء، بعد أن وجدوا أن مساكنهم لازالت حبرا على ورق، وأن أموالهم ذهبت أدراج الرياح.

عشرات الأسر التي قدّمت تسبيقات مالية استنفدت مدخراتها دون أن تحصل على الشقق الموعودة، بعد أن وجدت نفسها عالقة مع مقاول يُدعى حسن مهيدرة، والذي ورد اسمه في الملف الشهير الذي تفجّر سنة 2010 بسلا.

المقاول الذي بدا أنه لا يعاني من أي ضائقة مالية خصوصا أنه يشتري عقارات أخرى بأماكن أخرى ويشتغل بمشاريع سكنية أخرى، ظل يقدم الوعود الكاذبة لأزيد من 10 سنوات لضحاياه، لدرجة أنه طالب بعضهم بتقديم دفعة أخرى حتى يتمكن من الحصول على سكنه.

وفي ظل كل هذه الخروقات ظلت السلطات خارج التغطية ولم تجد بعد حلا لعشرات الضحايا الذين سرقت أموالهم في سبيل مشروع لن يكتمل ولن يعرف طريقه نحو التسليم.

المقاول ظل يتهرب من لقاء ضحاياه، واستمر في مشاريعه بمناطق أخرى، في وقت يدعي فيه أنه يمر بظروف مالية حرجة، ناهيك عن الجماعة التي يوجد المشروع على ترابها، ظلت تتملص من تقديم إجابات واضحة للضحايا، متعللة بأن الأمر اليوم  لا يعنيه.

مصير عدد كبير من الأسر التي وضعت أموالها في انتظار الحصول على سكن، ظل غامضا بين من يرى أن الأمر بيد السلطات القضائية، ومن يرى بأن المقاول لا وجود له، وبين من ظل يردد أن التوجه للقضاء لن يفيد في شيء ولن يتم عن طريقه استرداد الأموال التي دفعت.

في غياب أي تواصل من قبل السلطات المعنية بالضحايا، وفي ظل التعتيم القائم حول الملف، تطرح الكثير من التساؤلات حول مصير هذه الأسر وضحايا مشروع أكدال 2 بسلا الجديدة، ومصير الأموال التي ضخها الضحايا في حساب المقاول الذي ظل لأزيد من 10 سنوات يتهرب من أي لقاء مع الضحايا؟

أسر وضحايا كثر يلوحون بالخروج احتجاجا مرة أخرى على هذا الصمت الذي يشوب مصير أموالهم، معتبرين انهم لن يخسروا أكثر مما خسروا قبلا، لأن منهم من لازال يدفع ديون الأبناك، ومنهم من خسر مذخرات سنين عدة، ومنهم من خسر أسرته بسبب أنه لم يوفق في إيجاد سكن لها، خصوصا وأن بعضهم يعيش عالة على والديه وإخوته، وبعضهم يسكن مع والديه منذ أزيد من 10 سنوات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى