فوضى الدقيقة القصيرة بمراحيض الرباط… حين تحول أول استعمال إلى مادة للسخرية

فاطمة الزهراء ايت ناصر

تحولت تجربة عدد من المواطنين مع المراحيض العمومية الذكية التي جرى تركيبها حديثا في بعض الساحات الكبرى بالعاصمة الرباط إلى موضوع نقاش واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن كشف أول استعمال لهذه المرافق عن مفارقة غير متوقعة؛ بسبب الفترة الزمنية القصيره جدا، والتي  لا تسمح بقضاء الحاجة براحة وطمأنينة، قبل أن ينفتح الباب بشكل أوتوماتيكي أمام المارة.

وعلى المنصات الرقمية، لم يتأخر المغاربة في التعبير عن دهشتهم، إذ امتلأت التعليقات بمزيج من السخرية والغضب.

وكتب أحد المعلقين، في تدوينة متداولة: “دخلت لثواني وخرجت فثواني… مرحاض بخدمة إكسبريس!”. بينما شبّه آخر التجربة بسباق مع الزمن، مضيفا: “حتى المرحاض ولى فيه ضغط الأعصاب!”.

عدد من المواطنين الذين شاركوا تجاربهم الأولى أكدوا أن عنصر المفاجأة كان هو الأشد إحراجا، حين ينفتح الباب تلقائيا دون سابق إنذار، ما جعل البعض يصف التجربة بأنها غير إنسانية وتفتقر لأدنى شروط الخصوصية.

وعلّق أحدهم ساخراً: “خاصك دكتوراه فاستعمال المرحاض الذكي قبل ما تدخل”.

ولم تخلُ التعليقات من نبرة أكثر جدية، حيث عبر مواطنون عن تخوفهم من أن تتحول هذه المراحيض، بدل أن تحسن جودة الخدمات العمومية، إلى مصدر إضافي للاستياء.

واعتبر كثيرون أن الفكرة في حد ذاتها إيجابية، لكن البرمجة الحالية تحتاج إلى عقلنة حتى تراعي الفوارق بين المستخدمين، وخصوصا كبار السن.

وأجمع عدد من المتفاعلين على أن الإشكال لا يكمن في التكنولوجيا، بل في طريقة تنزيلها على أرض الواقع دون اختبار كافٍ لتجربة المستخدم.

وكتب أحد المعلّقين: “الفكرة ممتازة، لكن التطبيق على الطريقة المغربية: استعجال… وغياب التجريب”.

وبين السخرية التي اجتاحت المنصات، والغضب الذي عبّر عنه مواطنون بشكل مباشر، برز مطلب واضح في أغلب التعليقات؛ مراجعة مدة التوقيت و إضافة إشعارات إنذارية قبل فتح الأبواب، حتى لا تتحول هذه الخدمة العمومية من وسيلة لحفظ كرامة المواطن إلى تجربة محرجة تهدد خصوصيته.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى