فوضى الكراء اليومي تشوّه صورة أكادير السياحية وتستنزف ثقة الزوار

حسين العياشي
تعيش مدينة أكادير، على غرار مدن سياحية مغربية أخرى، فوضى غير مسبوقة في مجال الكراء اليومي للشقق، خصوصاً خلال موسم الصيف الذي يعرف توافد أعداد كبيرة من الزوار المغاربة والأجانب. ورغم الأسعار المرتفعة التي يفرضها الوسطاء وأصحاب الشقق، تبقى الخدمات المقدمة في الغالب دون الحد الأدنى المطلوب، في غياب رقابة فعلية وتفشي ممارسات غير قانونية.
أخطر هذه الاختلالات يتمثل في النصب الذي يستشري عبر منصات إلكترونية وصفحات وسماسرة، حيث تُعرض شقق بصور جذابة وأنيقة، ليتفاجأ الزبناء عند الوصول بواقع مغاير تماماً، لا علاقة له بما تم الترويج له، في خرق لحقوق المستهلك وضرب مباشر لمصداقية الوجهة السياحية.
وتتضاعف الإشكالات مع تكرار شكاوى الجيران والسكان من مظاهر التسيب داخل بعض هذه الشقق، التي تحولت في حالات عديدة إلى فضاءات لأنشطة مشبوهة، ما يسيء لصورة المدينة ويهدد أمنها السكني.
الجانب المالي لا يقل خطورة، إذ يُمارس النشاط غالباً خارج القانون ومن دون تراخيص، بينما يجنِي المشتغلون فيه أرباحاً ضخمة من دون أداء الضرائب المستحقة، ما يشكّل نزيفاً مزدوجاً للدولة وللنسيج الاقتصادي المنظم.
ويرى مهنيون أن استمرار هذا الفوضى يسيء مباشرة إلى سمعة أكادير كوجهة سياحية دولية، مؤكدين أن الحل يكمن في تقنين صارم للقطاع، يفرض التراخيص، ويشدد المراقبة على الوسطاء والمنصات الرقمية، مع حماية المستهلك وضمان احترام حقوق الجوار.
فبدون تدخل عاجل، قد تتحول أكادير من واجهة سياحية واعدة إلى نموذج للفوضى السياحية المنفلتة.





