“فوضى مسلحة” بمخيمات تندوف وثلاثة منشقين يستنجدون بالمغرب

إيمان أوكريش
يبدو أن “الرواية الوهمية” للجبهة الانفصالية (البوليساريو) لم تعد تقنع حتى “الانفصاليين” أنفسهم، بعد ما أثبت الواقع أن هذه الجبهة لا تخدم سوى مصالحها الخاصة على حساب ساكنة المخيمات التي تئن في صمت، في انعدام تام لأبسط مقومات الحياة الكريمة.
وقد عزز جزء كبير من المنتظم الدولي “الكذبة الانفصالية” بتصنيفها منظمة إرهابية، بعد أن استند ل”الحل الواقعي” واقتنع بالموقف المغربي من الصحراء المغربية.
انفلات كثيرين من الجبهة المذكورة، تؤكده عدة أحداث على غرار هروب ثلاثة عناصر من “ميليشيات البوليساريو” نحو المغرب، إذ عبر المنشقون، الذين يرتدون “زي البوليساريو” حاملين “الراية البيضاء”، مناطق شاسعة قبل بلوغ منطقة أم ادريگة الواقعة بالمنطقة العازلة.

وحسب منتدى “فورساتين” فهؤلاء الثلاثة أكدوا تواصلهم مع مئات من المجندين المستعدين للهروب الجماعي من المخيمات، في إشارة إلى أنه لا علاقة تربطهم بالمشروع الانفصالي سوى ظروف القهر والاحتجاز والخوف من “البطش الجزائري” وعلى أسرهم، بينما يأملون في العودة إلى وطنهم بسلام.
“بغينا نروح للمغرب” و”دعيناكم لمولانا” كلمات صدحت بها حناجر ساكنة المخيمات، والتي انتشرت، بشكل واسع، عبر مقاطع فيديو، على مواقع التواصل الاجتماعي، تؤشر بالملموس على أن عددا كبيرا من الساكنة غير مقتنعة لا بالرواية الانفصالية، ولا بالظروف اللاإنسانية التي تعيشها.
يذكر أن هذه النداءات جاءت عقب إطلاق النار من قبل الجيش الجزائري داخل المخيمات، بشكل عشوائي في منطقة آهلة بالسكان تقع بين دائرتي العرگوب واجريفية بمخيم الداخلة بتندوف، خلال مطاردته لبعض المنقبين.

وأسفر الهجوم، حسب منتدى فورساتين، عن مقتل شخصين، أحدهما يحمل الجنسية الموريتانية، إلى جانب إصابة حوالي عشرة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة، مما تسبب في حالة من الهلع والخوف الشديدين في صفوف الساكنة، خاصة النساء والأطفال.
وتحول مخيم العيون بتندوف، وفق ما أورده “فورساتين” إلى ساحة مواجهة دامية بين عصابات تهريب المخدرات، في مشهد أشبه بحرب شوارع استخدمت فيه الذخيرة الحية أمام أنظار المدنيين العزل.
واحتمت الأسر داخل “براريكها”، في ظل غياب تام لما يسمى بـ”البوليساريو”، وصمت الجيش الجزائري المتمركز على بعد أمتار من المخيم.
وقد أكد المصدر نفسه أن نداءات الاستغاثة التي أطلقتها الساكنة قوبلت بتأخر سافر في التدخل، مما أثار سخط الأهالي وشيوخ القبائل، الذين اتهموا “البوليساريو” بالتواطؤ في إشاعة الفوضى وتوظيف العصابات كأداة ترهيب لإخضاع الساكنة وكسر شوكة الاحتجاجات المتزايدة ضد الانتهاكات الجزائرية.





