فيدرالية اليسار بمكناس تفجر الجدل: هل تتحول الإنارة العمومية إلى ورقة سياسية؟

حسين العياشي
جاء بيان فيدرالية اليسار الديمقراطي بمكناس ليكشف غضباً متراكماً في أوساط الساكنة، بعدما ظلت أحياء عديدة لسنوات تحت وطأة الظلام والتهميش وغياب الحد الأدنى من الخدمات العمومية. ومع ذلك، لم تبدأ مصابيح المدينة في استعادة نورها إلا بالتزامن مع حركية سياسية مفاجئة على الأرض، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات والريبة حول توقيت الإصلاحات ودوافعها.
فالتحركات الأخيرة، كما يؤكد البيان، لم تكن مجرد تدخل تقني لإعادة الإنارة، بل جاءت محمولة على ظلال الشك في إمكانية تحويل المرفق العمومي إلى أداة انتخابية تُستعمل لاستمالة المواطنين. هذا التزامن المريب زاد من حدة الانتقادات، خاصة في ظل صمت السلطة المحلية وعدم تفاعلها مع التنبيهات المتكررة للحزب، ومع مطالب الساكنة التي طال انتظارها.
وطالب فرع الحزب بضرورة فتح تحقيق عاجل لكشف خلفيات هذه الخطوات المتأخرة، مؤكداً أن المال العام يجب أن يبقى بعيداً عن أي توظيف انتخابي، وأن حياد الإدارة خط أحمر لا يجوز المساس به. كما جدد دعمه لمطالب الساكنة في الحق في إنارة عادلة وخدمات عمومية واضحة وشفافة، تُدار بما يخدم المصلحة العامة لا الحسابات السياسية الضيقة.
واختتم البيان بنبرة تحذير من أن استمرار مثل هذه الممارسات لن يؤدي إلا إلى تقويض ثقة المواطنين في مؤسساتهم، ويفتح الباب أمام أسئلة صعبة حول مدى احترام القانون، وحياد الجهات المكلفة بتدبير الشأن المحلي، وحماية الموارد المشتركة من أي محاولة للالتفاف عليها.





