فيضانات المناطق الجنوبية.. أزمة انسانية غابت الحكومة عن الإحاطة بها

سكينة حما: صحافية متدربة

تعرضت مناطق طاطا والجنوب الشرقي للفيضانات والأمطار الغزيرة التي أدت إلى أضرار جسيمة في البنية التحتية والزراعة، فالحقول تحولت إلى طين وركام، مما أدى إلى زيادة عزلة تلك المناطق.

أشارت فاطمة التامني عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، إلى أن تداعيات السيول الجارفة وخيمة على الساكنة وخلفت ضحايا لم يحسم في عددهم بعد، وحسب وزارة الداخلية فإن العدد بلغ لحد الآن 11 ضحية وعدد من المفقودين، ويتضح أن هذه المناطق المهمشة تعاني من الإقصاء والتهميش لعقود من الزمن وكذلك ضعف البنية التحتية، وبالتالي هذه الكوارث تعرى الواقع المأساوي الذي يبين فشل السياسات المنتهجة، ويبين فشل التنمية التي يتكلمون عنها في كل مرة، وتخلف الكوارث الطبيعية بهذه المناطق ضحايا في الأرواح والممتلكات ويتعرض الأسر للتشرد، مما يزيد من تفاقم الوضع الذي يعيشونها بشكل يومي ولم يعد مسموح، وعدم تمكنهم من حقوقهم الأولية كالصحة والتعليم، فاليوم نصبح على واقع مأساوي وأرواح تزهق بسبب اقصائهم.

وأشارت فاطمة التامني ، أنه بمناسبة مرور سنة كاملة على زلزال الحوز، فالمتضررون لا زالوا في الخيام رغم ما تم رصده من ميزانية كبيرة، ورغم الدعم الذي قدمه المغاربة والمجتمع المدني من مختلف مناطق المغرب ومختلف الأطياف، وأضافت في تصريحها أن هناك بطء كبير جدا في عملية الإعمار، وتتساءل النائبة البرلمانية عن ما يفعله المسؤولون في ظرفية سنة كاملة وعدم استطاعتهم  استبدال الخيام بسكن للمتضررين، وعقبت النائبة على أن مدة سنة هي فترة كافية لتغيير الواقع على الأقل في مستوى حماية الناس، وأكدت أن هناك فشل ذريع بهذا الخصوص، تتحمل الحكومة المسؤولية الكبيرة فيه، وكذلك المسؤولون المنتخبون المحليون، وتنضاف اليوم لمأساة زلزال الحوز، مأساة أخرى متعلقة بالأمطار الغزيرة والفيضانات.

وتطرقت فاطمة التامني في حديثها عن الإجراءات التي يجب اتخاذها قبل وقوع الكارثة، وهي التنبيه في نشرات إنذارية وأضافت أن أقل شيء هو الحفاظ على أرواح الأفراد من السيول بتحذيرهم من الوضع بشكل كافي، تم من جهة أخرى أنه في ظل هذا الواقع المفروض أنه ينبغي اتخاذ إجراءات عاجلة، لأن الناس تستغيث وأصبحوا بدون بيوت وبدون ممتلكاتهم التي تعرضت للتلف والانهيار، ومن المفروض القيام بإجراءات مستعجلة تحفظ كرامة الناس وأرواحهم وتنقذهم من الوضع المأساوي الذي يعيشون فيه.

واستنكرت النائبة البرلمانية فاطمة التامني، أن الحكومة كانت تتجه دائما لمشاريع تحسبها ذات أولوية، ولا تضع الأفراد ضمن أولوياتها وتوفر لهم الحماية الكافية من التعرض للمآسي جراء الظواهر الطبيعية، وأضافت في تصريحها وجوب المسائلة والمحاسبة الحقيقية بخصوص إهمال هذه المناطق لكل هذه العقود، ودائما ما يقومون بإحداث برامج للتنمية ومقاربات للنهوض بالعالم القروي والمناطق النائية، لكن لحدود اليوم هذه الأمور ليست على أرض الواقع.

وفي هذا الصدد أكدت أنه لا يمكن في كل مرة البكاء على ضحايا الكوارث الطبيعية والقيام بإحصاء عدد الضحايا والمفقودين، في الوقت الذي من المفروض تفعيل مبدأ المسائلة والمحاسبة، ومن جهة أخرى أكملت حديثها إلى أنه يقتضي انقاد ما ينبغي إنقاذه وحفظ حياة الناس والتقليل من معاناتهم، في إطار واضح من الإجراءات والتدابير التي ينبغي اتخاذها، ويجب أن يكون وضوح في الميزانية التي تستلزم أن تكون مواتية، وكذلك المدة الزمنية لإخراج هذه المناطق من الإقصاء الذي تتعرض له تلك المناطق.

وفي الإطار ذاته أشارت أن منطقة طاطا، تعتبر من أفقر المناطق علما أن لديها ثروات طبيعية لا تستفيد منها الساكنة، وكذلك مناطق المغرب الشرقي مثل تنغير الراشيدية زاكورة ورزازات التي تتوفر على إمكانيات وثروات طبيعية، وليس هناك انعكاس لانتفاعهم بتلك الثروات في المعيش اليومي لهم أو النهوض بالبني التحتية، وشددت القول أنه لا يجب الحديث عن مشاريع مثل TGV ومشاريع أخرى، وفي نفس الوقت مناطق أخرى في المغرب تعيش الفقر والإقصاء والعزلة بشكل غير مقبول في القرن 21.

وتطرقت فاطمة التامني إلى أنه يجب أن يكون وضوح في الاستراتيجية والتصور والميزانية وألا يظل الموضوع مفتوح، فعقود من الزمن مرت على الوضع منذ عهد الاستقلال، وأضافت في قولها أن العالم القروي لازال متخلفا وساكنة الأرياف تقبع في العزلة والبنية التحتية لازالت هشة.

وأبرزت النائبة البرلمانية أن هذا الوضع يتطلب حلولا عاجلة كمستوى أول للتخفيف من معاناة الناس، ومستوى آخر وهو المدى الذي يتطلب تطور استراتيجي حقيقي للخروج من العزلة وفك الحصار، لتجنب الكوارث الطبيعية التي تزيد من حدة الحصار وسوء الوضع بسبب التنمية المعطلة.

وبخصوص تفعيل صندوق التضامن ضد الوقائع الكارثية، طرحت النائبة سؤالا عريضا حول هذه الصناديق التي أصبح من الضروري معرفة أين تذهب ميزانيتها وأين صرفت، ويستوجب إعطاء الحق في المعلومة.

وأضافت في تصريحها، أنه لا يكفي أن نقول أنه يوجد صناديق بل يستلزم تفعيلها، لأن الصناديق تتطلب المسائلة خاصة أن صناديق التضامن تملك رقما ماليا تجدر المسائلة عنه، من أجل حكامة جيدة وكذلك ربط المسؤولية بالمحاسبة.

وأوردت في قولها أن الحديث بالشعارات فقط غير مقبول، وفي الأخير يصطدم المتضررون بالواقع ومعاناة الضحايا بسبب الاستهتار والشعارات.

وفي السياق نفسه، اعتبرت المتحدثة، أن مجموعة من المشاريع فشلت، وذكرت مستوى الغلاء الذي يعيشه المغاربة، والاحتكار والمضاربات، والعديد من المسائل التي يعيشها المواطن.

وسجلت التامني غياب العدالة المجالية الحقيقية، وغياب تصور واستحضار لكرامة الإنسان وتمتيعه بكامل حقوقه، وأشارت في ختام حديثها إلى أن المواطنة هي  التمتع بالحقوق وليست تبرع ، وأكدت أن الوطن عبارة عن حقوق وإذا كان الوطن ينتهك فيه حقوق مواطنيه فلا معنى للمواطنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى