فيضانات وأمطار غزيرة في الجنوب الشرقي: بين الأمل والتحديات

 

سكينة حما: صحافية متدربة

تواجه سدود الجنوب الشرقي تحديات في التعامل مع كميات الأمطار الغزيرة والفيضانات، فالأمطار الأخيرة قد تسهم في تحسين حقينة السدود بتلك المناطق، في حالة تم استغلالها بشكل جيد، فحسن تدبير هذه الكميات المهمة من شأنها أن تساعد على مواجهة هذه التحديات وتجنب “المرحلة الأخطر”، خاصة في ظل الظروف المناخية المتغيرة، وبالتالي استغلال الموارد المائية وتحقيق التوازن بين الاحتياجات المحلية والموارد المتاحة.

ووفق الموقع الرسمي لوزارة التجهيز والماء حول الوضعية اليومية للسدود بالمملكة، في يومه 26 غشت 2024،  بلغت نسبة ملء السدود بالمغرب 27.38 في المائة، بحقينه إجمالية تفوق أربعة مليارات و147.75 مليون متر مكعب، وفيما يتعلق بالأحواض المائية فقد سجل حوض اللوكوس أكبر نسبة ملء بـ 52.57 في المائة، أما حوض سبو بنسبة 43.96 في المائة، يأتي بعده حوض تانسيفت ب 43.24 في المائة، وحوض زيز كير غريس بنسبة 25.33 في المائة، يليه حوض أبي رقراق بنسبة 24.20 في المائة، ثم حوض ملوية بنسبة 22.46 في المائة، وحوض درعة واد نون بنسبة 15.32 في المائة، وحوض سوس ماسة بنسبة 11.53 في المائة، وأما حوض أم الربيع بنسبة 4,45 في المائة، أي بارتفاع بنسبة 2.01 في المائة.

وفي هذا الصدد فإن عدة مناطق من الجنوب الشرقي شهدت زخات مطرية قوية وفيضانات تجعل من التساقطات معرضة للضياع، ومن جانب آخر فسوء استغلال الموارد المائية وعدم التوازن بين الاحتياجات المحلية والموارد المتاحة هو ما يزيد من حدة ندرة المياه، بينما تظل سدود الجنوب الشرقي تعاني من مشاكل تراكم الأثربة والمواد العالقة، وظهور ضعف البنية التحتية لتلك المناطق، مما يتطلب استراتيجية فعالة لصيانة السدود وتحسين قدرتها الاستيعابية، الأمر الذي سيسهم في تعزيز الزراعة بتلك المناطق.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأمطار الغزيرة التي شهدتها مناطق الجنوب الشرقي، قد تسهم بشكل إيجابي في تحسين الوضع المائي خاصة بعد سنوات من الجفاف، وتعزز هذه التساقطات حقينة السدود ودعم الزارعة بتلك المناطق، لكن الأمر يتطلب تذبيرا فعالا وآليات كفيلة بالحفاظ على الموارد المائية، وتقوية البنية التحتية لمواجهة التحديات المرتبطة بالفيضانات.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button