
بشرى عطوشي
مستشفى الحسن الثاني بأكادير، كان هو النقطة التي أفاضت الكأس في المنظومة الصحية المهترئة، ولعل ما خفي وما لم يقل عن الموضوع أعظم مما يتوقع المتابع للمشهد الصحي المغربي.
مستشفى الحسن الثاني الذي لقب بمستشفى الموت، بسبب عدد الوفيات اليومية التي يعرفها، وخصوصا في صفوف الحوامل، أوفدت وزارة الصحة إليه لجنة لفتح تحقيق لمعرفة ما جرى وأسباب الوفيات، والتحقيق في كل الاختلالات التي تعرفها أقسامه، إلا أن النتائج لم تعلن بعد رغم مرور أسابيع على بدء تحقيق اللجنة.
حسب ما تداولته بعض المعطيات وبناء على الاحتجاجات التي نظمت أمام المستشفى، تبين أن الأمر متعلق بمادة التخدير، حيث أكد بعض المتتبعين أن نقص المادة المخدرة والمستعملة في العمليات الجراحية، عرفت نقصا حادا، وأن بعض العمليات عرف استعمال مادة الهالوثان المخدرة، والتي فقدت فعاليتها بسبب خلل أصاب سلسلة التبريد التي أتلفتها، والتي جرى استعمالها أثناء العمليات الجراحية بكمية مضاعفة لتعطي مفعولها والتي من الممكن أن تكون سببا في بعض الوفيات.
حصيلة الوفيات التي عرفتها أقسام المستشفى لم يتم الكشف عنها بعد، إلا أن المديرة الجهوية للصحة اعترفت بوفاة ثمانية نساء حوامل.
وفي انتظار ما ستسفر عليه التحقيقات، لا بد من الإشارة إلى أن الوضع في مستشفى الحسن الثاني لا يجب أن يُختزل في قضية محلية، بل هو عنوان واضح لخلل بنيوي في المنظومة الصحية ككل.
كرامة المواطن ليست سلعة، ولا ينبغي أن تُقايض بالإهمال أو التهميش، والمرافق الصحية ليست مراكز تجريب، بل مؤسسات يجب أن ترقى إلى مستوى الإنسانية، لا أن تُجهز على حقوق المواطنين.





