ككوس تفضح “كارثة” مستشفى ابن رشد وتدعو وزير الصحة لتدخل عاجل

حسين العياشي

في خضم الجدل الذي يثيره الوضع الصحي المتدهور بالمستشفى الجامعي ابن رشد في الدار البيضاء، خرجت النائبة البرلمانية عن فريق الأصالة والمعاصرة، نجوى ككوس، بتصريحات قوية انتقدت فيها ما وصفته بـ”محاولة حرف النقاش عن جوهر الكارثة”. وقالت بلهجة حازمة: “البعض اختار الانشغال بالسؤال عن من يقف وراء نجوى ككوس، بدل الانكباب على جوهر القضايا”، مؤكدة أنها لن تصمت عن الحق، كما لن تتردد في كشف مواطن الخلل، خاصة حينما تمتلك الحجج والوثائق والملفات، التي لا تقبل الجدل، على حد تعبيرها.

وأكدت ككوس، أن واجبها البرلماني والمواطناتي يفرض عليها مطالبة المدير العام وطاقمه الإداري بـ”التدخل العاجل لمعالجة الوضع الكارثي”، بدل الاكتفاء – حسب تعبيرها – بـ”تجميل الواقع بالألفاظ”. وأضافت: “من يفشل في التدبير هو غالبًا من يجهل القانون ولا يُتقن سوى فنون المكائد.”

واستحضرت النائبة مقتضيات الفصلين 100 و101 من الدستور المغربي، اللذين يخولان البرلمان حق مساءلة المسؤولين العموميين واستدعائهم، بل وإحداث لجان لتقصي الحقائق عند الضرورة، قبل أن تطرح سؤالًا مثيرًا: “من يوفر لكم الحماية رغم تعدد الفضائح وتراكم الاختلالات التي يعرفها الجميع؟”

وفي هذا السياق، وجهت ككوس سؤالًا كتابيًا إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، طالبت فيه بإيفاد لجنة تفتيش مركزية إلى المستشفى، على خلفية شكايات متعددة من المواطنين، بشأن ما وصفته بـ”تدهور مقلق” في جودة الخدمات الصحية. وكشفت عن جملة من الاختلالات البنيوية والوظيفية التي تمس بحق المواطنين في العلاج بكرامة، أبرزها سوء معاملة المرتفقين من قبل بعض الأطر، غياب بنية استقبال لائقة، وتوجيه المرضى نحو شراء أدوية ومستلزمات من شركات خاصة بدل توفيرها مجانًا كما ينص القانون.

كما انتقدت “الصلاحيات المفرطة” الممنوحة لبعض أفراد الأمن الخاص، الذين – على حد قولها – يتدخلون في شؤون طبية وتنظيمية خارجة عن اختصاصهم، فضلًا عن النقص الحاد في الموارد البشرية، خاصة الأطباء والممرضين. وأشارت إلى أنها وقفت شخصيًا، خلال زيارات ميدانية، على “مشاهد صادمة” لمرضى يفترشون الأرصفة أو الدرج، في غياب قاعات انتظار تليق بالمعايير الصحية والإنسانية.

وختمت ككوس مداخلتها بدعوة وزارة الصحة إلى تحرك فوري لإصلاح الوضع، تحديد المسؤوليات، واتخاذ إجراءات جريئة تضمن خدمة صحية عمومية تحفظ كرامة المرضى وتستجيب لتطلعاتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى