كيف تم تلبية الطلب على الكهرباء خلال الربع الثاني من سنة 2025؟

فاطمة الزهراء ايت ناصر
شهد المغرب خلال الربع الثاني من سنة 2025 تحولاً بارزاً في قطاع توزيع الكهرباء، حيث جرى الانتقال التدريجي لخدمات التوزيع على مستوى الجهد المتوسط والمنخفض من المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب إلى اثنتي عشرة شركة جهوية متعددة الخدمات.
وقد انعكس هذا التحول بشكل مباشر على معطيات القطاع، إذ ارتفعت تسليمات المكتب الوطني بعد أن جرى استبعاد الخسائر التقنية وغير التقنية من شبكاته، لتصبح تحت مسؤولية الشركات الجهوية الجديدة. ونتيجة لذلك، عرف مستوى الكفاءة تحسناً ملحوظاً وغير مسبوق، في حين توزع العرض الكهربائي بين الإنتاج الحراري الأحفوري من جهة، ورصيد المبادلات الخارجية من جهة ثانية.
وتُظهر الأرقام الرسمية الصادرة عن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، أن مستوى الإنتاج، ارتفع إجمالي الطاقة المنتجة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، حيث حقق الإنتاج الحراري زيادة مهمة تجاوزت اثني عشر في المائة، في وقت سجلت فيه الطاقات المتجددة تراجعاً بنسبة قاربت أربعة في المائة. كما ارتفع رصيد الواردات بشكل لافت، مما ساهم في تلبية الزيادة الكبيرة في الطلب الوطني، الذي ارتفع بأكثر من تسعة في المائة خلال هذه الفترة. وبالمقابل، ارتفعت التسليمات النهائية للمكتب الوطني بنحو تسعة عشر في المائة، وهو ما تزامن مع انخفاض جوهري في نسبة الخسائر التي هبطت إلى حدود عشرة في المائة فقط، بعدما كانت تتجاوز سبعة عشر في المائة.
أما على مستوى تغطية الطلب الإضافي الذي ارتفع بأزيد من ألف غيغاواط ساعة، فقد جرى الاعتماد أساساً على الإنتاج الحراري الذي وفر الجزء الأكبر من هذه الزيادة، إضافة إلى الواردات التي عرفت ارتفاعاً ملحوظاً. كما ساهمت بعض المصادر الثانوية، مثل الطاقة المائية المخزنة والسدود، في تلبية جزء من الحاجيات، فيما سجلت مصادر أخرى على غرار الطاقة الشمسية والريحية تراجعاً في مستويات الإنتاج خلال هذا الربع.
أما من زاوية التأثيرات البيئية، فإن الزيادة في الاعتماد على الطاقة الحرارية أدت إلى ارتفاع كثافة الانبعاثات الكربونية مقارنة بالعام السابق، حيث تجاوزت عتبة 663 غرامًا من ثاني أوكسيد الكربون لكل كيلواط/ساعة من الإنتاج الصافي المحلي. هذا المؤشر يثير تحديات بخصوص التزامات المغرب البيئية، خاصة في ظل رهان المملكة على الانتقال الطاقي وتعزيز مساهمة الطاقات النظيفة