لصيف آمن..سلامة الغذاء تبدأ من الوقاية والرقابة

بشرى عطوشي

مع اقتراب فصل الصيف، تزداد الإغراءات الغذائية وتنتشر الوجبات الخفيفة والمشروبات والمثلجات في كل ركن من أركان المدن المغربية، من عربات الشوارع إلى المقاهي والمطاعم، بل وحتى على الشواطئ والمواقع السياحية. غير أن ما يبدو للوهلة الأولى موسماً للمتعة والانتعاش، قد يتحول سريعاً إلى كابوس صحي، إذا لم تُتخذ الإجراءات اللازمة لحماية المواطنين من مخاطر التسمم الغذائي.

إن ارتفاع درجات الحرارة يشكل بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا والجراثيم، خصوصاً عند غياب شروط التبريد والنظافة. وكل سنة، تسجل المستشفيات والمراكز الصحية حالات متعددة من التسممات المرتبطة بأطعمة ومشروبات فاسدة أو محفوظة بطرق غير سليمة. ومع ذلك، ننتظر دائمًا وقوع الكارثة حتى نتحرك، في حين أن المطلوب اليوم هو التدخل الاستباقي والوقائي، لا رد الفعل بعد فوات الأوان.

في هذا الشأن تبرز ضرورة تحرك المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA)، وإلى جميع المصالح التابعة للعمالات والسلطات المحلية، من أجل التحرك الفوري والمكثف لتفادي وقوع ضحايا جدد.

وعلى هذه المؤسسات المعنية القيام بحملات تفتيش صارمة، ومراقبة دورية لكل نقاط البيع، والتعامل الجدي مع الشكاوى والتبليغات من المواطنين.

لكن المراقبة وحدها لا تكفي، فالتوعية أيضا سلاح أول في أي معركة صحية. وعلى الإعلام العمومي، المرئي والمسموع، أن يلعب دوره في بث نشرات توعوية دورية تُعرف المواطنين بسبل الوقاية، وكيفية التمييز بين الأغذية السليمة والفاسدة، وطرق تخزين الأطعمة في البيوت، خاصة في المناطق القروية حيث يضعف الوعي الغذائي وتغيب آليات المراقبة.

الأمر لا يتعلق فقط بصحة الأفراد، بل بصحة المجتمع ككل، وبسمعة البلاد في موسم يعرف توافد السياح والمغتربين. صيف آمن لا يكون بالترفيه فقط، بل بضمان أبسط مقومات السلامة الصحية.

الأمر بحاجة إلى حملة وطنية شاملة، يتكامل فيها دور الدولة والمجتمع والإعلام، لأن الوقاية من التسممات الغذائية ليست ترفاً، بل ضرورة صحية ملحة، لا يجب أن نغفلها لحظة واحدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى