لمراوي ل”إعلام تيفي”: الجولة الدبلوماسية لبوريطة تهدف لفرض الحكم الذاتي كحل نهائي لقضية الصحراء”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
في ظل التحولات التي يشهدها ملف الصحراء المغربية على الصعيدين الإقليمي والدولي، تحركت الدبلوماسية المغربية بسرعة لافتة بقيادة وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة، الذي خاض جولة إلى عدد من العواصم الاوروبية.
وأكد المحلل السياسي بلال لمراوي، الباحث في القانون العام والعلوم السياسية، أن المرحلة الراهنة تفرض على الدبلوماسية المغربية التحرك بقوة وحزم، في ظل الزخم الإيجابي الذي تعرفه قضية الصحراء المغربية على الساحة الدولية، خاصة بعد الدعم العلني من طرف باريس ومدريد لمبادرة الحكم الذاتي، وتعيين ماركو روبيو وزيراً لخارجية الولايات المتحدة، إلى جانب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وكشف لمراوي ل“إعلام تيفي” أن هذه المعطيات تشكل بيئة سياسية مناسبة للمغرب من أجل الانتقال إلى مربع الحسم، عبر تفعيل دبلوماسية ميدانية نشطة تستبق الأحداث وتفرض الرؤية المغربية كإطار وحيد لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء.
وأوضح المحلل ذاته أن الجولة الأوروبية المكثفة التي باشرها وزير الخارجية ناصر بوريطة، تدخل في هذا السياق، وتهدف إلى تعزيز الدعم الإقليمي والدولي للرؤية المغربية القائمة على مبادرة الحكم الذاتي، مشدداً على أن هذه الدينامية تسعى إلى خلق اصطفاف سياسي داخل مجلس الأمن، من شأنه الدفع نحو إصدار قرارات واضحة تقطع الطريق على مناورات أعداء الوحدة الترابية للمملكة.
وأضاف أن الهدف الاستراتيجي من هذا الحراك هو ترسيخ الحكم الذاتي كحل جدي وواقعي ونهائي، يفتح المجال أمام مرحلة جديدة من الأمن والاستقرار في المنطقة، ويخلق فرصاً حقيقية للتنمية والتكامل الإقليمي.
وفي ختام تصريحه، أبرز لمراوي أن المغرب، من خلال هذه التحركات، لم يعد يكتفي بردود الفعل، بل صار يتقدم الصفوف ليصوغ معالم الحل على أسس واقعية تراعي مصالح الشعوب وتنسجم مع التحولات الجيوسياسية التي يعرفها العالم.
وشملت جولة بوريطة كلا من الولايات المتحدة، فرنسا، إسبانيا، إستونيا، مولدافيا، كرواتيا، المجر، ثم سلوفينيا، حيث عقد سلسلة لقاءات رفيعة المستوى تمحورت حول مستجدات قضية الصحراء المغربية ومقترح الحكم الذاتي الذي بات يحظى بدعم متزايد في الساحة الدولية.
زيارة الوزير إلى سلوفينيا، العضو الحالي في مجلس الأمن، كانت مناسبة لتأكيد الانخراط المغربي الجاد في المسار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة، في وقت تزامن مع إحاطة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، الذي تحدث عن “أرضية مشتركة” للتقدم في الحل السياسي، مشيداً بتعاطي المغرب المسؤول مع الملف.
من زاوية أخرى، تعكس زيارة بوريطة لعواصم أوروبية متعددة تحولاً في النظرة الأوروبية إلى المغرب كشريك استراتيجي في مجالات الأمن والاستقرار والهجرة، خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية التي تواجه القارة العجوز.