لمراوي ل”إعلام تيفي”: “الاحتجاجات الشبابية نتيجة تراكمات السياسات العمومية والحكومة مطالبة بالإصغاء لنبض الشارع”

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

اعتبر الباحث في سلك الدكتوراه في القانون العام بلال لمراوي، أن الاحتجاجات التي يشهدها المغرب اليوم تعكس خللًا عميقًا في السياسات العمومية المتراكمة عبر الحكومات المتعاقبة، مؤكداً أن الحكومة الحالية تتحمل جزءًا من المسؤولية، لكنها ليست وحدها المعنية، لأن جذور الأزمة تمتد إلى سنوات طويلة من التدبير غير المتوازن للقطاعات الاجتماعية.

وأوضح لمراوي  ل”إعلام تيفي” أن القطاعات الحيوية، وعلى رأسها التعليم والصحة، لم تُدَبَّر بمنطق الخدمة العمومية الموجهة لجميع المواطنين، بل أصبحت – حسب قوله – رهينة قرارات متسرعة ورؤى غير منسقة، مما أدى إلى فشل في ضمان العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص.

وأضاف أن الجيل الجديد، المعروف بجيل “زد”، يعيش في زمن الرقمنة والتكنولوجيا والانفتاح على العالم، وهو ما يجعله أكثر وعيًا ومقارنة بالواقع الدولي، مضيفًا أن هذا الجيل يقارن بين واقعه المعيشي وما يراه في دول أخرى، ويطرح أسئلة مشروعة حول ضعف جودة الخدمات الاجتماعية، خاصة في التعليم والصحة.

وأكد الباحث أن الرسالة وصلت بوضوح إلى الحكومة، داعيا إياها إلى التفاعل الإيجابي مع المطالب الاجتماعية، ووضع سياسات واقعية تُعيد الثقة بين المواطن والدولة. لكنه في الوقت نفسه شدد على ضرورة أن يحافظ الشباب على سلمية احتجاجاتهم، وألا يتركوا المجال لمن يسعون إلى تحويلها عن مسارها الطبيعي، نحو مشاريع تخريبية لا تخدم مصلحة الوطن.

وأشار إلى أن ما يحدث اليوم هو لحظة فاصلة في الوعي الجماعي المغربي، قائلاً: “على الحكومة أن تُدرك أن هذا الجيل لم يعد يقبل بالشعارات، بل ينتظر نتائج ملموسة تُحسّن حياته اليومية وتعيد الاعتبار للخدمة العمومية في معناها الحقيقي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى