ليلة توتر بمراكش.. مواجهات بسيدي يوسف بن علي تنتهي بتوقيف العشرات

حسين العياشي
عاشت منطقة سيدي يوسف بن علي بمدينة مراكش ليلة استثنائية امتدت من مساء الأربعاء إلى الساعات الأولى من صباح الخميس 2 أكتوبر، بعدما تحولت شوارعها إلى مسرح لمواجهات عنيفة بين القوات العمومية ومجموعة من الأشخاص قُدِّر عددهم بحوالي مائة. الأحداث التي استمرت لساعات طويلة خلّفت حالة من التوتر والفوضى، وأدت إلى إلحاق خسائر مادية بعدد من المرافق العمومية وبعض الممتلكات الخاصة، قبل أن تنتهي بتدخلات أمنية واسعة أسفرت عن توقيف أكثر من أربعين شخصاً وفق معطيات أولية متداولة.
هذه التطورات السريعة دفعت رئاسة النيابة العامة إلى إصدار موقف واضح، شددت فيه على أن أجهزة النيابة بمختلف محاكم المملكة ستتعامل بصرامة مع مثل هذه الأفعال، معتبرة أن ما جرى لا يمكن التساهل معه لما ينطوي عليه من تهديد مباشر للأمن والنظام العام. وأكدت المؤسسة القضائية أنها ستلتمس من القضاء إصدار عقوبات رادعة قد تصل، في بعض الحالات المرتبطة بإضرام النار أو التخريب المصحوب بأعمال العنف، إلى السجن المؤبد.
ويأتي هذا الموقف في وقت تتزايد فيه الأصوات المطالبة بضرورة وضع حد نهائي لمظاهر الشغب الحضري التي تستنزف جهود الدولة وتسيء إلى صورة المدينة الحمراء، خاصة أن مراكش تُعد واجهة سياحية عالمية. وبين تدخل أمني واسع وحزم قضائي معلن، يبدو أن السلطات عازمة على بعث رسالة قوية مفادها أن القانون سيأخذ مجراه، وأن لا تسامح مع أي محاولة للمساس بالاستقرار العام أو تخريب الممتلكات.