مبادرة العفو الملكي.. طوق نجاة مزارعي نبتة “الكيف” وفرصة ذهبية للاندماج

مكتب الرباط – إعلام تيفي

تكرم صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بإصدار عفوه على مزارعي نبتة القنب الهندي المتابعين في قضايا تتعلق بالزراعات غير المشروعة لهذه النبتة. وجاء هذا العفو الذي أسبغه جلالته على المزارعين، بمناسبة احتفال المملكة بالذكرى 71 لثورة الملك والشعب، تـأكيدا بالبينة على النهج الإنساني الذي تبناه جلالته منذ تربعه على عرش أسلافه الميامين، والذي جعل التسامح والعفو والعطف ركائز أساسية لسياسة جلالته الاجتماعية.

ويأتي هذا العفو الملكي السامي تكملة لما تم التأسيس له من خلال القانون رقم 13.21 المتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي الرامي إلى استيعاب وإدماج مزارعي الأقاليم المعنية بزراعة “الكيف” حسب مقتضيات القانون المذكور، في أنشطة مدرة للدخل، وتحقيق التنمية المستدامة على عدة مستويات، أبرزها تعزيز استقرار المجتمع المحلي والتقليل من الاعتماد على الأنشطة غير القانونية بما من شأنه أن يقطع الطريق أمام تجار المخدرات والمهربين الذين كانوا يبسطون هيمنتهم على المزارعين الصغار.

ولقد انخرطت المملكة منذ عقود في محاربة التهريب الدولي للمخدرات بكونها فاعلا أساسيا في المنطقة، وفي هذا السياق، تأتي مبادرة العفو تعزيزا للدور الاستراتيجي الذي تضطلع به المملكة في مجال التعاون الدولي لمكافحة شبكات التهريب الدولي للمخدرات، عبر حماية مزارعي نبتة القنب الهندي من الوقوع في براثن هذه الشبكات، والحد من الانعكاسات السلبية لانتشار الزراعات غير المشروعة على الصعيدين الوطني والدولي.

فضلا عن ذلك، فـإن تشجيع الأنشطة المشروعة للقنب الهندي سيعود بالنفع على المزارعين وذويهم وينهض بأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية دون الخروج عن القانون. حيث إن قرار العفو عن المزارعين المعنيين يتوافق وروح القانون الهادف إلى تأطير زراعة القنب الهندي وتنظيم القطاع، ولا يعني البتة شرعنة نبتة “الكيف” خارج الضوابط القانونية.

هذا وتنبع الالتفاتة الإنسانية النبيلة لجلالة الملك عن وعي بأوضاع ساكنة تلك الأقاليم، كما تشكل طوق نجاة وفرصة سانحة لمن كانت لهم خصومة مع القانون للإصلاح والاندماج مجددا داخل المجتمع، إذ تحمل في طياتها دلالات إنسانية تتجلى في رفعة شيم جلالته القائمة على تغليب التسامح والعطف