مجلة فرنسية : النظام الجزائري لا يريد أن يفهم بأن العالم يتغير من حوله

إعلام تيفي
في مقال نشرته يوم أمس الأحد، كشفت مجلة “لوبوان” الفرنسية أنه في الوقت الذي تنسق فيه المملكة المغربية وإسبانيا، من أجل استضافة كأس العالم 2030، لازالت الجزائر تُؤجج صراعها مع فرنسا.
وكتبت المجلة الفرنسية أنه وبعد ثمانية أيام، يواصل المغرب في الإعلام والساحة السياسية، مد جسور التواصل ومد اليد للجزائر من أجل التوافق والمضي قدما نحو تطوير العلاقات الثنائية.
وتضيف المجلة بأن الحادي والثلاثون من أكتوبر أصبح يومًا للاحتفال، وأُعلن كعطلة رسمية، ويومًا للوحدة الوطنية، وهو اليوم الذي أصدر فيه مجلس الأمن الدولي، في عام 2025، بأغلبية أحد عشر صوتًا مقابل ثلاثة، رأيًا مؤيدًا لمخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب في سنة 2007 كحل للنزاع المفتعل.
وكشفت المجلة في مقالها التحليلي، أن القيادة الجزائرية الحالية لا تدرك أن الزمن قد تغير، معتبرة أن تصلب مواقفها السياسية والدبلوماسية أصبح سببا رئيسيا في شلل المنطقة المغاربية وعرقلة تطورها المشترك.
وسجلت المجلة في التقرير الذي نشرته اليوم الأحد، أن الجزائر، التي كانت تاريخيا تُعرف بموقفها “الفخور والمستقل”، أصبحت اليوم منعزلة دبلوماسيا، في وقت يمضي فيه المغرب بخطى ثابتة نحو تعزيز موقعه كقوة إقليمية صاعدة، تجمع بين الانفتاح والحزم في علاقاتها الدولية.
وأشارت “لوبوان” إلى أن الجيل الحاكم المسن في الجزائر، الذي ما زال يحمل منطق مرحلة الاستقلال، لم يدرك أن زمن الشعارات الثورية ولى، وأن العالم يعيش اليوم تحولات عميقة في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد والسياسة، لم يعد فيها خطاب “التحرر الوطني” كافيًا لمجاراة التحديات الجديدة.
وأضافت المجلة أن الزمن لم يعد زمن “جبهة التحرير الوطني” (FLN) بل زمن “الذكاء الاصطناعي ” (AI) في إشارة إلى الهوة الكبيرة بين تطلعات الشباب الجزائري المتصل بالعالم الرقمي وواقع السلطة الموجهة من قبل جيل متقدم في السن.
وفي إشارة إلى تصويت مجلس الأمن الدولي على القرار الداعم للمقترح المغربي بشأن الصحراء، أوضحت المجلة أن الجزائر اختارت ترك مقعدها شاغرا أثناء التصويت، معتبرة أن هذه الخطوة تمثل موقفا غامضا بين الرفض والمقاطعة، وتعكس عجز الدبلوماسية الجزائرية عن التفاعل الإيجابي مع التحولات الإقليمية.
ونقلت “لوبوان” عن رئيس مغاربي سابق قوله إن “المنطقة كلها مشلولة بسبب الموقف المتصلب للجزائريين”، بمعنى أن هذا الجمود يمنع بناء شراكات اقتصادية فعالة بين دول المغرب الكبير، في الوقت الذي يفتح فيه المغرب آفاقا واسعة للتعاون مع أوروبا وإفريقيا وإسبانيا، مستعمرته السابقة.
وختمت المجلة الفرنسية تحليلها بالتأكيد على أن الاختلاف بين المغرب والجزائر في كيفية التعامل مع الإرث الاستعماري يفسر بوضوح الهوة بين مسارَي البلدين اليوم، فبينما ينتهج المغرب سياسة انفتاح وشراكة إقليمية ودولية، تواصل الجزائر التمسك بخطاب المواجهة والانغلاق، ما جعلها تفقد جزءا كبيرا من نفوذها في المنطقة وتغرق في عزلة سياسية ذاتية تتنافى مع تطلعات جيلها الشاب.





