مجلس المستشارين.. إعلان الرباط تجديد للإلتزام بين دول الجنوب لتعاون برلماني مشترك ( فيديو)

سلمى الحدادي

أعرب رئيس مجلس المستشارين، محمد ولد رشيد، خلال كلمته الافتتاحية في الجلسة الختامية لمنتدى الحوار البرلماني جنوب-جنوب، اليوم الثلاتاء 29 أبريل الجاري بمجلس المستشارين ، عن اعتزازه بما شهده المنتدى من نقاشات غنية ومداخلات رفيعة المستوى، شكلت قيمة مضافة للعمل البرلماني المشترك بين دول الجنوب.

وأشار إلى أن جلسات المنتدى اتسمت بعمق استراتيجي في الاقتراحات، وتحليلات دقيقة للواقع، ما جعله منصة فعلية لتلاقي الإرادات وتلاقح الأفكار. كما عبّر عن أهمية هذا اللقاء في تقاسم الرؤى حول مستقبل التعاون بين دول الجنوب، خاصة في ظل ظرفية دولية دقيقة تتعاظم فيها التحديات، وتشتد الحاجة إلى حلول مبتكرة، جريئة، ومسؤولة.

وأكد ولد رشيد أن المنتدى لم يكن مجرد تظاهرة دولية، بل أصبح منصة دائمة للحوار والتنسيق البرلماني، تُجسد الوعي المشترك بقضايا التنمية والسلم والأمن، وتعكس التزامًا جماعيًا صادقًا بروح التعاون والتكامل.

وشدد على أن دول الجنوب تتوفر على إمكانات استراتيجية ومؤهلات هائلة، ينبغي تفعيلها من خلال شراكات ذكية وعادلة، قادرة على إحداث تحوّل نوعي في مسارات التنمية، وفتح آفاق أرحب للارتقاء الجماعي.

وأضاف أن روح التضامن بين دول الجنوب لم تعد شعارًا، بل أصبحت قناعة راسخة وإرادة حقيقية لبناء نموذج تكاملي جديد، أكثر عدالة وإنصافًا، يعيد رسم معالم التعاون الدولي من منظور ينبع من الجنوب، ويتسم بالشمول والانفتاح.

ولم يغفل ولد رشيد التحديات الكبرى التي تواجهها دول الجنوب، في مقدمتها الرهانات الاقتصادية والرقمية والأمنية والبيئية، مؤكدًا أن مواجهتها تتطلب توسيع فضاءات الحوار الإقليمي وتعزيز التعاون البرلماني الثنائي والجهوي.

ودعا إلى تحويل توصيات المنتدى إلى خطة عمل برلمانية واقعية، تأخذ بعين الاعتبار التنوع الثقافي والروابط التاريخية والحضارية التي تجمع دول الجنوب، بما يُمكن من إطلاق دينامية جماعية قائمة على الثقة، وهادفة إلى تحقيق تنمية مستدامة قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

وفي استعراضه لمخرجات المنتدى، أعلن السيد ولد رشيد عن:

1. إحداث قمة لرئيسات ورؤساء منتدى الحوار البرلماني جنوب-جنوب، كإطار رفيع المستوى للنقاش والتنسيق البرلماني؛

2. تأسيس شبكة الأمناء العامين للمنتدى، كهيئة داعمة للبناء المؤسساتي، تروم تعزيز الاستمرارية الإدارية والتنظيمية، وتفعيل التوصيات، وتبادل الخبرات التشريعية بين برلمانات الدول الأعضاء.

 

كما أشار إلى أن الاجتماع النوعي المخصص للبرلمانيات يُجسد الوعي الجماعي بأهمية تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية والبرلمانية، وتمكينها من المساهمة الفعلية في صنع القرار وترسيخ قيم التنمية والعدالة الاجتماعية.

وختم السيد ولد رشيد كلمته بالتأكيد على أن منتدى الحوار البرلماني جنوب-جنوب لم يعد محطة ظرفية أو مناسبة خطابية، بل خيار استراتيجي يعكس تطلعات شعوب دول الجنوب نحو مستقبل أكثر تكاملاً وازدهارًا.

من جانبه عبّر رئيس البرلمان العربي، السيد محمد بن أحمد اليماحي، في مستهل كلمته خلال تلاوته لإعلان الرباط، عن مشاعر الامتنان العميق والعرفان الصادق لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تقديرًا لدوره الريادي في ترسيخ أسس التعاون جنوب-جنوب، ودعمه المتواصل لكافة المبادرات والمشاريع التنموية والتضامنية الهادفة إلى تحقيق الوحدة والاندماج والتنمية المشتركة بين دول الجنوب.

كما أعرب عن شكره الكبير للمملكة المغربية، مشيدًا بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي حظي به المشاركون، ومنوهًا بالتنظيم المحكم والجهود التي بذلها مجلس المستشارين لإنجاح فعاليات المنتدى.

واستحضر معاليه القيم المشتركة والروابط الإنسانية والثقافية والحضارية التي تجمع بين شعوب ودول إفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية والكاريبي وآسيا، مشيرًا إلى التحديات الكبرى والرهانات المشتركة التي تتطلب مواجهتها جهودًا جماعية متضافرة.

وأكد على أن منتدى الحوار البرلماني جنوب-جنوب يشكل فضاءً هامًا لاستكشاف إمكانات الاندماج الجهوي وتعزيز التعاون، ضمن رؤية استراتيجية تشاركية وتضامنية تُسهم في تحقيق التكامل، وتقوية آليات التنسيق والتوقع الاستراتيجي في ظل المتغيرات الدولية الراهنة.

كما شدد على أهمية تطوير السياسات الكفيلة بتعزيز الشراكات الاستراتيجية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، بما يخدم التنمية المستدامة، ويدعم مسارات التكامل والتضامن والسلام والاستقرار.

واختتم كلمته بالتأكيد على أن احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، يُعد أساسًا راسخًا لإرساء الأمن والسلم، وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة.

كما دعت السيدة جهاد عبد الله الفاضل، رئيسة الشبكة البرلمانية للسيدات في إفريقيا والعالم العربي، إلى ضرورة إدراج نتائج اجتماع الشبكة، المنعقد على هامش منتدى الحوار البرلماني جنوب-جنوب، ضمن إعلان الرباط، وذلك لما يحمله هذا الاجتماع من أهمية في تعزيز حضور المرأة في العمل البرلماني، وتمكينها من لعب دور محوري في مسارات التنمية وصنع القرار.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى