الدرك الملكي يحبط عمليات مشبوهة ضواحي مدينة مراكش

حسين العياشي

تنزلق مراكش بشكل متسارع نحو ظلمات الانحراف الأخلاقي، في الوقت الذي تسعى فيه المدينة إلى الحفاظ على صورتها كحاضرة تاريخية عريقة، ووجهة سياحية عالمية.

شبكات دعارة تتخفّى خلف فيلات خاصة، وترويج المخدرات، ومراكز تدليك تحوّلت إلى أوكار للفساد.. واقع بات مألوفًا ومقززًا، يحدث صباح مساء أمام أعين الكبير والصغير.

ففي الساعات الأولى من صباح الأحد، نجحت عناصر الدرك الملكي في إحباط نشاط مخلّ بالأخلاق بإحدى الفيلات بمنطقة دوار السويكية، التابعة لجماعة الويدان، حيث تم ضبط ثلاثة رجال وامرأتين في حالة تلبس داخل وكر للدعارة. الفيلا كانت قد تحوّلت إلى ما يشبه نزلًا سريًا، يُستغل لأغراض غير قانونية، في ظل غياب الرقابة.

في نفس الليلة، وضمن عملية منفصلة بجماعة أولاد عياد، لاحظت دورية للدرك سيارة رباعية الدفع مشبوهة، حاول سائقها الفرار عبر مسالك ترابية قبل أن يلوذ بالفرار ويترك المركبة خلفه. عملية التفتيش أسفرت عن حجز كمية ضخمة من المخدرات، يتعلق الأمر ب 80 كلغ من الكيف، و20 كلغ من أوراق التبغ الخام، و170 كلغ من التبغ المصنع.

إن ما يجمع بين هاتين العمليتين الناجحتين، هو يقظة عناصر الدرك وتفانيهم في محاربة الجريمة، لكن ما يثير الاستياء العميق هو السؤال الجوهري الذي لابد من طرحه: من يسهل لهذه الشبكات عملها؟ من يوزع التراخيص على أماكن تُدار كواجهات قانونية قد تُستغل في واقع الأمر في أنشطة غير شرعية؟

الوقت قد حان لإخراج النقاش من دائرة الإنكار والسكوت المريب. فمحاربة الجريمة لا تقتصر على العمليات الميدانية وحسب، فمدينة مراكش، بتاريخها وثقافتها، تستحق أن تكون مدينة إشعاع لا وكرًا للانحطاط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى