مراكش في قلب الموسم السياحي.. ورشات الحفر والضجيج تعكّر صفو الزوار

حسين العياشي
في عز الموسم السياحي الصيفي، الذي يفترض أن يكون ذروة انتعاش السياحة الداخلية والخارجية بمدينة مراكش، يجد الزوار أنفسهم وسط أجواء بعيدة كل البعد عن صورة المدينة الحالمة التي يقصدونها. فبدل الاستمتاع بسحر “المدينة الحمراء” وأزقتها النابضة بالحياة، يصطدم السياح والمصطافون بأشغال عمومية متواصلة في قلب المدينة وشوارعها الرئيسية، تشمل الحفر، وتوسيع الأرصفة، وتجديد شبكات الصرف الصحي، ما تسبب في اختناقات مرورية خانقة، وضجيج مستمر، وغبار يلف الأجواء.
هذا المشهد لم يمر دون استياء، إذ عبّر كثير من الزوار عن خيبة أملهم من تعذر قضاء لحظات هادئة أو حتى الجلوس في مقهى دون أن يلاحقهم صخب الآليات. الأثر السلبي امتد أيضًا إلى أصحاب المقاهي والمطاعم، الذين لاحظوا تراجع الإقبال في فترة تعتبر عادة الأكثر نشاطًا وربحية.

وتبرز من جديد التساؤلات حول توقيت هذه الأشغال، التي تتكرر سنويًا في قلب الموسم السياحي، ما يعكس، في نظر كثيرين، غياب تنسيق ورؤية واضحة لدى الجهات المسؤولة لتحقيق التوازن بين التنمية الحضرية والحفاظ على جودة التجربة السياحية. فالأجواء الحارة لمراكش صيفًا، مضافة إلى الضوضاء والغبار، تجعل من الصعب على المدينة تقديم صورتها المثالية كوجهة للراحة والاستجمام.
ومع استمرار الورشات المفتوحة في قلب مراكش، تتصاعد الدعوات لتأجيل هذه المشاريع الكبرى إلى فترات الركود السياحي، حفاظًا على راحة الزوار وصورة المدينة كعاصمة سياحية عالمية، تستحق أن تستقبل ضيوفها بأبهى حلّة، لا وسط حواجز وأصوات الحفر.





