مرصد : قيم الانفتاح واحترام الاختلاف ثابتة في جوهر المشروع الوطني في ظل الملك محمد السادس

بشرى عطوشي
احتضنت مكتبة لامارتين بمدينة الدار البيضاء، يوم السبت 15 نونبر 2025، فعاليات المنتدى الوطني الدولي حول قيم التسامح الذي نظمه المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف تحت شعار: «التسامح وعي وممارسة»، بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين المغاربة والأجانب.
وشهد اللقاء نقاشًا علميًا وفكريًا واسعًا تناول مفهوم التسامح وسبل ترسيخ ثقافة العيش المشترك في ظل التحولات العالمية وارتفاع موجات الكراهية والتطرف. وتطرقت المداخلات إلى دور المؤسسات التربوية والإعلامية والثقافية في تعزيز قيم الانفتاح، إضافة إلى استعراض تجارب دولية ناجحة في الوقاية من التطرف وتعزيز السلم المجتمعي.
ويأتي تنظيم هذا المنتدى في سياق المسار التاريخي الذي ميّز المغرب كأرض للتعددية الدينية ونموذج رائد في التسامح والتعايش بين الأديان، وهو مسار متجذر في الهوية الوطنية المغربية. فمنذ عهد المغفور له محمد الخامس، مرورًا بالملك الراحل الحسن الثاني، وصولًا إلى العهد العلوي الزاهر في ظل قيادة جلالة الملك محمد السادس ، ظلت قيم الانفتاح واحترام الاختلاف ثابتة في جوهر المشروع الوطني. وقد شكلت مؤسسة إمارة المؤمنين إطارًا ضامنًا لحرية المعتقد وحماية ممارسة الشعائر الدينية لجميع مكونات المجتمع المغربي، بما يعكس رؤية مستنيرة جعلت من المملكة نموذجًا يحتذى به دوليًا.
وتدعم المبادرات المغربية هذا المسار من خلال خطوات عملية بارزة مثل خطة عمل الرباط سنة 2012 لمكافحة التحريض على الكراهية وخطة عمل فاس سنة 2017 الهادفة إلى منع العنف والجرائم المرتبطة بالكراهية الدينية، وهما مبادرتان أصبحتا اليوم مرجعيتين عالميتين في السياسات المتعلقة بحقوق الإنسان والتعايش بين الأديان. وتعكس هذه المبادرات التزام المغرب الراسخ بدعم الحوار بين الثقافات والتعاون الدولي من أجل بناء عالم يقوم على احترام التنوع وتعزيز ثقافة التسامح.
وخلال هذا المنتدى، أعلن المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف عن عدد من المبادرات الجديدة الموجهة لدعم التربية على قيم التسامح داخل المؤسسات التربوية والإعلامية والثقافية، بما ينسجم مع الجهود الوطنية لمكافحة التطرف ونشر ثقافة الاعتدال. واختُتمت أشغال اللقاء بتأكيد المشاركين على أهمية تطوير برامج ومشاريع عملية مشتركة تسهم في تعزيز قيم السلم والتفاهم، وترسّخ المكانة الريادية للمغرب كجسر حضاري للتلاقي والحوار بين الأديان والثقافات.





