مريم التوزاني تقود لجنة تحكيم مهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة

حفصة تيوكي صحافية متدربة

أعلنت إدارة المهرجان الدولي لفيلم المرأة بمدينة سلا عن اختيار المخرجة المغربية مريم التوزاني لرئاسة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، في النسخة التي ستنعقد بين 23 و28 شتنبر الجارية, ويأتي هذا القرار إلى جانب تواجد أسماء بارزة في عالم السينما مثل آجنيس كوشيس، أوديل سانكارا، هنا شيحة وفلور ألبرت، مما يعكس تقديراً خاصاً لقيمة التوزاني ومكانتها في المشهد السينمائي الراهن.

لقد استطاعت التوزاني أن تلفت الأنظار بفضل فيلمها الأخير “أزرق القفطان”، الذي رسخ مكانتها بين أبرز المخرجين العرب، حيث حققت بواسطته نجاحات ملحوظة وفتحت باب المنافسة أمامها على الصعيد الدولي.

منذ العرض العالمي للفيلم، أثبتت التوزاني قدرتها على تجاوز التقاليد السينمائية المغربية، مما جعلها تساهم في دفع السينما المحلية نحو العالمية عبر رؤيتها البصرية المبتكرة وإبداعها السينمائي المتفرد.

تميزت أعمال التوزاني، مثل فيلمها السابق “غزية”، بجرأتها في معالجة المواضيع الاجتماعية الحساسة وكسر التابوهات، ما أكسبها شهرة وأثارت نقاشات حول تلك القضايا في المجتمع حيث تسعى التوزاني دائماً إلى تقديم رؤية سينمائية تخييلية جديدة، تحطم الأفكار النمطية وتفتح آفاقاً جديدة لاستيعاب الواقع من زوايا مغايرة.

بحسب الموقع الرسمي للمهرجان، وُلدت المخرجة مريم التوزاني في مدينة طنجة، حيث أمضت طفولتها قبل أن تنتقل إلى لندن لمتابعة دراستها الجامعية في مجال الصحافة. كانت التوزاني شغوفة بالكتابة، وعادت إلى المغرب بعد إنهاء دراستها لتعمل كصحفية متخصصة في سينما المغرب العربي. لكن سرعان ما شعرت بحاجة إلى التعبير عن ذاتها بشكل أعمق من خلال السينما، فبدأت رحلتها الإخراجية. في عام 2008، كتبت وأخرجت أول أفلامها القصيرة بعنوان “عندما ينامون” (2012)، الذي حقق نجاحاً باهراً وحصد 17 جائزة دولية بعد عرضه في عدد من المهرجانات المرموقة.

و تابعت التوزاني مسيرتها بفيلم قصير آخر بعنوان “آية والبحر” في عام 2015، الذي نال بدوره 15 جائزة دولية. خلال تلك الفترة، تعمقت خبرتها في السينما من خلال تعاونها مع المخرج نبيل عيوش على فيلم “الزين اللي فيك” (2015)، حيث أسهمت في تطوير السيناريو وشاركت في مراحل التصوير المختلفة. ثم تعاونت مع عيوش في كتابة سيناريو فيلمها الطويل الأول “غزية”.

فيما بعد، أخرجت التوزاني أول فيلم طويل لها بعنوان “آدم”، الذي عرض للمرة الأولى في مهرجان كان ضمن قسم “نظرة ما”. لاقى الفيلم استحساناً واسعاً، وشارك في مهرجانات عالمية كبرى مثل مهرجان تورونتو، وفاز بـ30 جائزة، وتم توزيعه في أكثر من 20 دولة. في عام 2019، تم اختيار مريم التوزاني كعضو في أكاديمية الأوسكار، وكان فيلم “آدم” هو الاختيار الرسمي للمغرب في سباق الأوسكار لذلك العام.

و في عام 2022، أخرجت التوزاني فيلم “القفطان الأزرق”، الذي تم اختياره أيضا ضمن قسم “نظرة ما” في مهرجان كان، وحاز على جائزة نقابة النقاد الدولية. كما دخل الفيلم التاريخ كأول فيلم مغربي يصل إلى قائمة الأفلام الأجنبية الخمسة عشر الأفضل في الأوسكار. بفوزه بأكثر من 60 جائزة دولية وبيعه في أكثر من 30 دولة، أصبح “القفطان الأزرق” أنجح فيلم مغربي على الصعيد العالمي، حيث تجاوزت مبيعاته 500 ألف تذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى