مستقيم يدق ناقوس الخطر: “الصناعة التقليدية مهددة بالانقراض بسبب غلاء المواد وصعوبة التسويق”

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، وجه عبد اللطيف مستقيم، رئيس الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، سؤالًا إلى كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، الحسن السعدي، حول وضعية الصناع والحرفيين التقليديين الذين يعيشون اليوم ظروفًا مهنية واقتصادية صعبة رغم المكانة البارزة التي يحتلها القطاع في الاقتصاد الوطني.

وأكد مستقيم في مداخلته أن قطاع الصناعة التقليدية يشكل ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، إذ يساهم بنسبة 7 في المائة من الناتج الداخلي الخام، ويشغل أكثر من مليونين ونصف من اليد العاملة، فضلاعن كونه رافعة للحفاظ على التراث الثقافي المادي وغير المادي للمغرب.

غير أن هذه الأهمية، يضيف المتحدث، لم تنعكس إيجابا على الوضع الاجتماعي والمهني للصناع التقليديين الذين يجدون أنفسهم اليوم بين مطرقة غلاء المعيشة وسندان المنافسة غير المتكافئة، فقد أصبحت العديد من الحرف التقليدية مهددة بالانقراض بسبب صعوبة التسويق، وارتفاع أسعار المواد الأولية، وتعدد الوسطاء الذين يتحكمون في الأسعار، ما يزيد من معاناة الصناع الذين يفتقرون إلى بدائل فعالة لترويج منتجاتهم.

وأشار رئيس الاتحاد العام للشغالين إلى أن التحولات التكنولوجية المتسارعة ساهمت في تفاقم الأزمة، بعدما أصبحت الآلات الدقيقة والإنتاج الصناعي الحديث يهددان استمرارية العديد من الحرف العريقة مثل صناعة الفخار، الزرابي، النقش على الخشب والنحاس، النسيج اليدوي، والزليج البلدي.

وفي هذا السياق، شدد مستقيم على أن محدودية الإمكانيات المادية واللوجستيكية لدى التعاونيات والصناع، خصوصا في المناطق النائية التي تعتمد على التسويق التقليدي عبر المعارض الموسمية أو انتظار الزبائن، تفرض ضرورة تدخل الدولة بشكل عاجل عبر إجراءات واقعية وفعالة لدعم تنافسية القطاع وحماية الصناع التقليديين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى