مسحات ل”إعلام تيفي”: “الملف الإنساني لزلزال الحوز يتطلب لغة الحقيقة وليس التسويق الإعلامي”

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

في الذكرى الثانية لزلزال الحوز والأطلس الكبير، ما زالت أصوات الضحايا والمجتمع المدني تُذكِّر بأن الجرح لم يلتئم بعد، وأن معاناة آلاف الأسر في المناطق الجبلية مستمرة رغم كل الشعارات والبلاغات الرسمية.

الحسين مسحت، عضو السكرتارية الوطنية للائتلاف المدني من أجل الجبل، أكد أن المناسبة كان يُفترض أن تكون لحظة فرح بإنصاف آخر المتضررين، لكن الحصيلة لا تزال متواضعة، في ظل استمرار أسر كثيرة في العيش داخل الخيام.

وكشف ل”إعلام تيفي” على هامش الندوة الصحافية التي نظمت صباح اليوم بالرباط  أن الأرقام التي تروجها بعض العمالات غير دقيقة، متحدياً المسؤولين بالقيام بزيارات ميدانية إلى دواوير الحوز، تارودانت وشيشاوة حيث يعيش السكان في ظروف صعبة.

وأوضح مسحت أن التفاوت الصارخ بين سرعة إنجاز مشاريع ضخمة، مثل إعادة تأهيل مركب مولاي عبد الله في 18 شهراً، والتباطؤ في إعادة إعمار بيوت المنكوبين، يعكس اختلالاً في الأولويات، مشدداً على أن ساكنة الجبال تُعاني من تهميش تاريخي.

وأشار إلى أن هذه المناطق ما زالت تفتقر إلى خدمات أساسية كوجود طبيب في المستوصفات أو تغطية الاتصالات والإنترنت.

وأكد أن خطاب الملك محمد السادس الأخير بمناسبة عيد العرش وضع الأصبع على جوهر الإشكال حين شدد على رفض المغرب بسرعتين، معتبراً أن هذا هو لب مطالب ائتلاف الجبل منذ سنوات طويلة، أي تقليص الفوارق المجالية بين ما يسمى بالمغرب النافع والمغرب غير النافع.

وأوضح مسحات أن الاعتمادات المالية المرصودة للجماعات الترابية ضعيفة جداً ولا تكفي حتى لتغطية الأجور والخدمات الأساسية، في حين يظل أكثر من 90% من الموارد المالية بيد المركز.

واعتبر أن أي ديمقراطية حقيقية تمر عبر منح صلاحيات حقيقية وموارد كافية للجماعات والجهات، بدل الاكتفاء بخطابات وشعارات لا تغير واقع الساكنة.

وأشار إلى أن الوقت حان للانتقال من التلاعب بالأرقام والتسويق الإعلامي إلى مواجهة الواقع بلغة الحقيقة، مؤكداً أن الملف يتعلق بآلاف الأسر التي تعيش في ظروف قاسية، وأن إنصافها مسؤولية دولة بكاملها، لا مجرد وعد يُرحَّل من سنة إلى أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى