مشروع زراعي ضخم للأفوكادو بالمغرب وسط تحديات المناخ والسيادة المائية

جسين العياشي

تعيش زراعة الأفوكادو في المغرب واحدة من أصعب مواسمها، بعدما تسببت موجات الحرارة المرتفعة التي اجتاحت البلاد خلال شهرين الماضيين في تساقط مبكر لكميات كبيرة من الثمار. التقديرات تشير إلى خسائر تتراوح بين 40% و60% من المحصول، وهو ما قد يخفض الإنتاج الإجمالي للموسم الحالي إلى نحو 80 ألف طن فقط، مقابل ما بين 100 و110 آلاف طن خلال الموسمين الماضيين اللذين شهدا أرقامًا قياسية على مستوى الصادرات.

في خضم هذه الوضعية، أعلنت شركة “Mehadrin” الإسرائيلية، إحدى كبريات الشركات العالمية في مجال المنتجات الطازجة، عن إطلاق مشروع استثماري واسع بالمغرب لإنعاش القطاع. المشروع يرتكز على إحداث وحدة فلاحية جديدة تضم حوالي 1000 هكتار مخصصة لزراعة الأفوكادو و400 هكتار لزراعة الحمضيات.

وتطمح الشركة، التي عززت حضورها العالمي مؤخرًا عبر الاستحواذ على مزارع في أمريكا اللاتينية، إلى ضمان تزويد مستمر بالمنتجات على مدار السنة وتوسيع قاعدة مصادرها الدولية.

خبراء القطاع يرون أن دخول شركات كبرى تمتلك تقنيات زراعية متطورة وأنظمة ري حديثة قد يمثل فرصة لتخفيف وقع التغيرات المناخية على هذا النشاط الحيوي، وتحويل الاستثمار من رهان مرحلي لإنقاذ موسم ضعيف إلى رهان استراتيجي يعيد رسم ملامح زراعة الأفوكادو بالمغرب.

وفي هذا السياق، أكد المدير العام لشركة “Mehadrin” أن مؤسسته تسعى، من خلال مخططها الخماسي، إلى التحول نحو نموذج “متعدد المصادر” يمكّنها من الوصول المباشر إلى أسواق استراتيجية عبر العالم، ويجعل من المغرب محطة رئيسية في شبكتها العالمية للإنتاج والتصدير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى