مظاهرة سلمية تكشف عن كوارث بمستشفى الحسن الثاني

فاطمة الزهراء ايت ناصر
شهد محيط مستشفى الحسن الثاني أمس الأحد مظاهرة سلمية شارك فيها العشرات من المرضى وذويهم، للتنديد بما وصفوه بالوضع الكارثي الذي يعيشه المستشفى، في ظل غياب التجهيزات الطبية الأساسية وتفاقم معاناة المرضى.
وسط شعارات المحتجين، برزت قصص إنسانية مؤلمة تكشف حجم المعاناة داخل مستشفى الحسن الثاني. فقد حمل أب رضيعة حديثة الولادة تعاني من ورم ضخم في ظهرها، مؤكداً أن ابنته لم تتلقَ أي عناية طبية تذكر، وأنه طرق جميع الأبواب دون جدوى، ليبقى المرض يهدد حياتها يوماً بعد يوم.
وإلى جانبه، حضرت شابة في بداية العشرينات وقد أنهكها ورم كبير في رجلها جعلها طريحة الفراش، حيث أكد ذووها أن تأخر المواعيد الطبية والإهمال حرماها من أمل الشفاء المبكر.
ولم تتوقف الشهادات عند هذا الحد، إذ سرد شاب آخر مأساته بعدما فقد يده نتيجة إهمال في متابعة حالته، فيما تحدث محتج ثانٍ عن حياته التي تغيرت بالكامل بسبب خطأ طبي أفقده القدرة على ممارسة أنشطته الطبيعية. قصص حية جعلت من المظاهرة صرخة جماعية ضد واقع صحي وصفه المتظاهرون بغير الإنساني، مؤكدين أن الوقت حان لمحاسبة المسؤولين وإنقاذ المرضى قبل فوات الأوان.
وأكد المحتجون في تصريحات للإعلام أن مظاهرتهم لم تكن فقط صرخة ضد التأخر في المواعيد والعمليات، بل أيضاً ضد ممارسات وصفوها بالمهينة، مثل انتشار الرشوة والزبونية في الحصول على حق العلاج. وأوضحوا أن عدداً من الحالات فقدت أعضاءها بسبب التأخير والإهمال، فيما سجلت حالات أخرى تعرضت لمضاعفات خطيرة نتيجة أخطاء طبية.
وشدد المشاركون على أن غياب الأجهزة في أقسام حساسة مثل الجراحة والإنعاش، يدفع المرضى إلى التنقل نحو مدن بعيدة بحثاً عن علاج، وهو ما يزيد من أعبائهم المادية والنفسية. واعتبروا أن تفشي الرشوة داخل المستشفى يضاعف من معاناتهم، حيث يجد بعض المرضى أنفسهم مجبرين على دفع مبالغ مالية لتسريع الخدمات التي يفترض أن تكون مجانية.
وطالب المحتجون وزارة الصحة والجهات المسؤولة بفتح تحقيق شفاف حول هذه “الاختلالات الخطيرة”، واتخاذ إجراءات صارمة لوقف الرشوة وتحسين جودة الخدمات الصحية، مع توفير الأجهزة والأطر الطبية الكافية لإنقاذ المستشفى من أزمته المتواصلة.





