مغاربة يُمنعون من دخول تركيا رغم استيفائهم كافة الشروط القانونية

حسين العياشي
في الآونة الأخيرة، يواجه العديد من المسافرين المغاربة صعوبة في دخول تركيا، رغم حملهم لكافة الوثائق المطلوبة. فعدد من الطلبة، الصحفيين، الأساتذة، والرياضيين، بالإضافة إلى غيرهم من المسافرين، يحكون عن تجارب مؤلمة تتضمن مشاهد من الإهانة والاستجوابات الطويلة في مطار إسطنبول وغيره من نقاط الدخول التركية. هؤلاء المسافرون، الذين تم استجوابهم أحياناً لساعات طويلة، واجهوا سلطات تركية تتحدث معهم باللغة التركية دون ترجمة أو توضيح للأسباب، ما أدى إلى وضعهم في موقف محير.
مؤخراً، تم منع العديد من المسافرين المغاربة من دخول تركيا رغم أنهم كانوا يحملون جوازات سفر سارية، حجوزات فندقية، تذاكر طيران عودة، ووسائل مالية كافية. تتعدد الشهادات التي تروي عن استجوابات مطولة، أحياناً في ظروف غير مريحة، حيث كان المسافرون يُسألون عن تفاصيل غير واضحة حول سبب منعهم، دون أي تفسير منطقي. ويبدو أن هناك فئات معينة من المسافرين مستهدفة بشكل خاص، مثل المغاربة الذين يتجاوز عمرهم الأربعين عاماً، بالإضافة إلى النساء غير المتزوجات، حيث يتم رفض دخولهم حتى وإن كانوا يملكون جميع الأوراق المطلوبة.
هذا المعاملة أثارت موجة من الغضب بين العديد من المغاربة، الذين رأوا في ذلك تمييزاً غير مبرر. على منصات التواصل الاجتماعي، عبّر الكثيرون عن استنكارهم لهذه الممارسات التي وصفوها بأنها تعسفية وغير مبررة. إحدى القصص التي أثارت الصدمة كانت عن لاعب كرة قدم مغربي تم منعه من دخول تركيا، ولم يتمكن من الالتحاق بفريقه إلا بعد تدخل مباشر من النادي الذي يلعب له. وهذا يبرز حالة الضبابية التي تحيط بهذه المنعيات، والضعف الذي يشعر به المسافرون أمام قرارات إدارية مفاجئة.
حتى الآن، لم تقدم السلطات التركية أي تفسير رسمي لهذا الأمر، مما يزيد من حالة الغموض. بعض المراقبين يرون أن هذه الإجراءات قد تكون مرتبطة بتشديد الرقابة في إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية، رغم أن المعنيين بالمنع يؤكدون أنهم استوفوا كافة الشروط القانونية للسفر. هذا الغموض وغياب التوضيح الرسمي يفاقم من مشاعر الاستياء والارتباك.
في ضوء هذه الحوادث المتكررة، دعت وزارة الشؤون الخارجية المغربية المسافرين إلى توخي الحذر. وأوصت بضرورة الإبلاغ عن أي مشكلة للبعثة الدبلوماسية المغربية في أنقرة أو أقرب قنصلية. ورغم هذه التوصيات، فإن مشاعر الغضب والاستفهام تزداد في صفوف المواطنين المغاربة، في وقت يتصاعد فيه التوتر الدبلوماسي الخفي بين الرباط وأنقرة.