مفارقة السعيدية.. انقطاع متكرر للماء في الأحياء الشعبية ووفرة لدى الفنادق والفيلات

زوجال قاسم 

تشهد مدينة السعيدية منذ عدة أشهر أزمة حقيقية في التزويد بالماء الصالح للشرب، حيث تتكرر الانقطاعات بشكل شبه يومي في عدد من الأحياء السكنية، ما أثار استياء واسعا في صفوف الساكنة، ودفع بعض الأسر إلى التفكير في بيع مساكنها أو مغادرة المدينة بشكل نهائي.

وتُعدّ إقامة حدائق ملوية من بين أكثر الأحياء تضرراً من هذه الانقطاعات، إذ يعيش سكانها موسما ثالثا من أزمة عطش متواصلة، دفعت أحد القاطنين إلى وصفها بـ“حدائق الموت”، تعبيراً عن حجم المعاناة اليومية التي يعيشها السكان بسبب غياب الماء.

وحسب معطيات من ساكنة حي ملوية، فقد أنجزت في عهد الشركة العقارية الإسبانية فاديسا، كان إلى وقت قريب يُعتبر من المشاريع السكنية الموجهة بالأساس لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، غير أن الانقطاع المتكرر للماء جعل العديد منهم يعيدون النظر في استثماراتهم بالمدينة، وسط غياب حلول ملموسة من طرف الجهات المسؤولة.

ورغم المساعي التي قامت بها الودادية السكنية، واتصالات عدد من المهاجرين بالمكتب الوطني للماء والكهرباء، فإن الرد ظلّ واحداً، وفق ما أفاد به بعض سكان الودادية، أن “الصبيب المائي مطابق لما هو محدد في دفتر التحملات، وأن المشكل ناجم عن ارتفاع الاستهلاك وزيادة الطلب”.

كما أفادوا أيضا، أن المكتب الوطني للماء أكد لهم بكون البنية التحتية الحالية لا تسمح برفع الصبيب لتفادي الضغط على القنوات الناقلة، مما جعل الأسر القاطنة بهذا الحي تعيش أوضاعاً صعبة، لاضطرراها إلى اقتناء الماء المعدني لتأمين حاجياتها من الشرب والطهي، فيما يكتفي البعض بالاستحمام في مرافق بديلة أو باستخدام خزانات مؤقتة.

وفي السياق ذاته، انتقد بعض سكان الأحياء المتضررة بالجوهرة الزرقاء ما وصفوه بـ“غياب التفاعل الجدي” من طرف المجلس الجماعي، معتبرين أن معالجة هذا الملف الحيوي لا تحظى بالأولوية رغم ما يمثله الماء من حق أساسي يضمن كرامة العيش.

وتتزايد المخاوف من أن يؤدي استمرار هذه الأزمة إلى تفريغ المدينة من ساكنتها الدائمة، في وقت يستمر فيه تزويد الفنادق المصنفة والفيلات الفاخرة وملاعب الغولف دون انقطاع، مما يطرح بإلحاح سؤال المساواة في الاستفادة من الخدمات الحيوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى