منتدى المدرس.. إقصاء الأصوات المنادية بالإصلاح

خديجة بنيس: صحافية متدربة

في زمن تتزايد فيه الدعوات لتطوير المنظومة التربوية في المغرب، يبدو أن منتدى المدرس، الذي تم تنظيمه مؤخرًا، يثير الكثير من الجدل والانتقادات.

فقد حُرم العديد من الفاعلين التربويين، الذين يكتبون بغيرة على مستقبل الأجيال، من المشاركة في هذا الحدث، مما يطرح تساؤلات عميقة حول معايير الاختيار ونجاعة المنتدى نفسه.

يؤكد فاعل تربوي فضل عدم الكشف عن اسمه أن الكتابات النقدية التي يتبناها بعض الفاعلين لا تتماشى مع الطابع الرسمي للمنتدى. هذا الأمر، “وإن كان محزنًا، ليس غريبًا عن واقعنا”.

فالنظام التعليمي وفق المتحدث، يعاني من مشكلات هيكلية عديدة، والميزانيات المرصودة لمثل هذه الفعاليات، والتي تصل إلى نصف مليار، كانت أولى أن تُستثمر في بناء المدارس وتوظيف الأطر التربوية.

وتساءل الفاعل التربوي عن جدوى انفاق هذه الأموال الطائلة على منتدى يتم فيه استدعاء شخصيات لم تُعرف بجدارتها التربوية، بينما يتم تجاهل أولئك الذين يحملون هموم التعليم ويناضلون من أجل إصلاحه؟ نرى هنا تناقضًا صارخًا، حيث تبقى أسئلة مثل “أين ذهبت هذه الأموال؟” و”لماذا تُستثنى أصوات الفاعلين الحقيقيين؟” بلا إجابات واضحة.

كما يؤكد أن مثل هذه الفعاليات تُظهر عدم اهتمام حقيقي بمشكلات التعليم، بل تركز على الظهور والتمثيل.

فكيف يعقل أن تُنظم فعاليات بهذا الحجم بينما يعيش العديد من الأساتذة وضعية اجتماعية مزرية، كالتوقيف عن العمل وعدم صرف الأجور؟ وللأسف، يظهر أن هناك رغبة في تجنب الأصوات النقدية التي قد تزعج المسؤولين أو تُظهر عيوب النظام التعليمي.

واعتبر المتحدث أن المنتدى جاء في “الزمن الخطأ”. فالتحديات التي تواجه التعليم المغربي أكبر من أن تُحل بمؤتمرات أو منتديات تفتقر إلى الرؤية الجادة.

إن إقصاء الفاعلين التربويين الحقيقيين من مثل هذه المنصات يقول المتحدث هو بمثابة إقصاء للأفكار الجديدة والحلول العملية. لذا، فإن الحل يكمن في إعادة النظر في كيفية تنظيم مثل هذه الفعاليات، مع التأكيد على أهمية إشراك جميع الأطراف المعنية في تطوير التعليم.

لذا، يبقى الأمل معقودًا على الفاعلين الذين يسعون لتحقيق التغيير الحقيقي، والابتعاد عن السطحية والالتفاف على القضايا الجوهرية.

وخلص المتحدث إلى أن واقع التعليم بحاجة إلى منتديات تتبنى الأصوات الجريئة، وليس تلك التي تتماشى مع الخط الرسمي فقط، حتى نحقق الإصلاح الذي نتطلع إليه.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى