منظمة العفو الدولية: “تيك توك” يهدد حياة المراهقين ويوجههم نحو الانتحار؟ (تقرير)

حسين العياشي
كشف تقرير صادم من منظمة العفو الدولية أن خوارزمية تطبيق “تيك توك” توجه المراهقين نحو محتوى يتعلق بالإيذاء الذاتي والأفكار الانتحارية، بعد أربع ساعات فقط من استخدام التطبيق. وقد عملت المنظمة، بالتعاون مع مجموعة “ألغو فيكتما”، على فضح هذا النظام الذي يستغل هشاشة الشباب بدلاً من أن يحميهم.
إن أربع ساعات فقط كافية لكي يقع المراهق في دوامة خطيرة على “تيك توك”. هذه هي النتيجة المقلقة لتقرير نُشر يوم الثلاثاء من قبل منظمة العفو الدولية، والذي اتهم التطبيق الصيني بدفع المراهقين إلى استهلاك محتويات تمجد الإيذاء الذاتي والأفكار الانتحارية. استندت الدراسة، التي جرت بين شهري يونيو وأكتوبر، إلى ثلاثة حسابات وهمية لأطفال في سن الثالثة عشرة – وهو الحد الأدنى للسن المسموح به للتسجيل – لتحليل توصيات الخوارزمية.
في غضون عشرين دقيقة فقط من استخدام التطبيق، بدأت صفحة “من أجلك” تعرض فيديوهات ذات طابع حزين، مصحوبة برسائل سلبية وموسيقى حزينة. ومع الاستمرار في التمرير، أصبح المحتوى أكثر صراحة: عبارات مثل “وعدتكم أنني سأحقق انتحاري الليلة” أو “كنت قد حذرتكم من أنني لست على ما يرام” بدأت تتداخل مع صور تتعلق بشنق أو جروح، والتي غالباً ما كانت مخفية وراء رموز مرئية مثل علم سويسرا أو الزرافة.
وبالنسبة لمنظمة العفو الدولية، فإن هذه التجربة تبرز آلية “الأقفاص الخوارزمية”: حيث يتم حبس المستخدمين الشباب في “أنفاق” من المحتوى الذي يعزز مشاعرهم السلبية بدلاً من تهدئتها. وقد أجرت المنظمة هذه الدراسة بالتعاون مع معهد الشفافية الخوارزمية وجماعة “ألغو فيكتما”، التي تأسست بعد انتحار ماريا، وهي مراهقة في الخامسة عشرة من عمرها في عام 2021. والدتها، ستيفاني ميستر، انتقدت النظام قائلة: “تيك توك صنف ابنتي على أنها تعاني من مشاكل نفسية، ولكنه لم يفعل شيئاً لمساعدتها. لماذا لم يعرض عليها مساعدة أو محتوى إيجابي؟”
وفي ضوء هذه النتائج، دعت منظمة العفو الدولية “تيك توك” إلى إنهاء سياسة السعي وراء التفاعل بأي ثمن، وهو ما يعرض الصحة النفسية للشباب وحقوقهم الأساسية للخطر. كما طالبت المنظمة بأن يتم دمج نتائجها في التحقيق الأوروبي حول انتهاكات “قانون الخدمات الرقمية” (DSA) من قبل التطبيق.
من جانبها، أكدت “تيك توك” أنها تعزز حماية القاصرين من خلال أكثر من 50 إعداداً أمنياً، بالإضافة إلى حذف 9 من كل 10 مقاطع فيديو بشكل استباقي قبل أن يتم مشاهدتها. ومع ذلك، ترى منظمة العفو الدولية أن هذه الإجراءات ما زالت غير كافية، حيث قالت كاتيا رو، المسؤولة عن الدعوة في فرع منظمة العفو الدولية في فرنسا: “هدف تيك توك هو إبقاء الشباب متصلين لتحقيق الأرباح، وليس حماية رفاههم.”
بينما يُناقش حالياً الحد الأدنى للعمر الذي يسمح بالدخول إلى التطبيق والذي يُقترح أن يكون 15 عاماً، تدعو منظمة العفو الدولية إلى تنظيم أشد وضوح في الشفافية الخوارزمية وزيادة مسؤولية الشركات الرقمية الكبرى في مواجهة الانحرافات التي تهدد الشباب المتصل.