من “البونات” إلى غلاء الأسعار.. برلمانية تكشف تناقضات الحكومية

حسين العياشي
جاءت مداخلة البرلمانية ثورية عفيف، عضو المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، حادة اللهجة ومشحونة بالانتقاد، إذ لم تتردد في توجيه سهامها إلى الحكومة الحالية، متهمة إياها بانفصام الخطاب عن الواقع، وبمحاولة إخفاء الإخفاقات تحت مساحيق التجميل الإعلامي.
عفيف، اعتبرت أن من يرفع راية محاربة الفساد وتضارب المصالح هو ذاته من “يبيع البونات”، معتبرة أن هذا التناقض الصارخ يختزل ازدواجية الخطاب السياسي التي أصبحت سمة المرحلة. وأوضحت أن بعض المسؤولين يتحدثون عن النزاهة والشفافية في الوقت الذي يعيش فيه المواطنون معاناة حقيقية بسبب الغلاء وتردي الخدمات.
وأبرزت النائبة أن محاولات الحكومة لتلميع صورتها لا تخفي “واقع الفشل”، مؤكدة أن مظاهر المعاناة بادية للعيان في وجوه النساء والأطفال والفلاحين والرجال عبر مختلف مناطق البلاد، وتتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي بشكل يومي. وأضافت أن ارتفاع الأسعار وتدهور المنظومة الصحية وغياب الحلول الواقعية جعلت الفجوة بين الوعود والواقع تتسع أكثر من أي وقت مضى.
وفي لهجة لا تخلو من التحدي، تساءلت عفيف: “أين كانت هذه الحكومة سنة 2011؟ ومن حافظ حينها على استقرار البلاد؟”، في إشارة إلى دور حزبها آنذاك في مواجهة تحديات تلك المرحلة. كما انتقدت ما وصفته بـ“الضرر البالغ” الذي لحق الفلاح الصغير والكسابة نتيجة غياب سياسات حكومية فعالة، معتبرة أن الحكومة لم تقدم أي حلول ملموسة لتحسين أوضاعهم.
واستطردت قائلة إن ازدواجية الخطاب أصبحت واضحة للعيان، إذ “من يعطي الدروس في محاربة الفساد هو نفسه من يعيش تضارب المصالح داخل حزبه”. وأشارت إلى أن البلاد أصبحت أمام “تنخيب للفساد وتنخيب لتضارب المصالح”، في إشارة إلى تسلل هذه الممارسات إلى مواقع القرار.
وفي الجانب الاجتماعي، أكدت البرلمانية أن مشروع قانون المالية الحالي كشف بوضوح قصور الحكومة عن معالجة الإشكالات الكبرى، من استمرار أزمة التعاقد في التعليم، وعدم إدماج التعليم الأولي في الابتدائي، إلى غياب فرص الشغل الجديدة، وتوقف دعم المطلقات والأرامل، وتراجع برامج اجتماعية مثل “تيسير” و”مليون محفظة” و”مشروع الكرامة”، فضلاً عن ضعف التغطية الصحية لفئة الطلبة.
وختمت مداخلتها بالقول إن الواقع الذي يعيشه المواطنون اليوم ليس مسار إنجازات كما تدّعي الحكومة، بل مسار إخفاقات متتالية تؤكدها الاحتجاجات المتواصلة في الشارع، مضيفة بسخرية مرة: “هذا هو الفرح الذي تحدث عنه رئيس الحكومة”، معتبرة أن “مقارنة جشع رئيس الحكومة الحالي وتضارب مصالحه بمن سبقه، تعكس حجم البؤس الذي نعيشه”.





