
حسين العياشي
انعقدت بمدينة الحسيمة الدورة الوطنية السادسة لحزب الحركة الشعبية، وقد اختار لها المنظمون شعار الوفاء للوحدة الترابية للمملكة، وفي قلبها قضية الصحراء المغربية. من قاعة «ميرا بالاس» خاطب الأمين العام للحزب، محمد أوزين، أعضاء المجلس الوطني بنداء دعا من خلاله إلى التفاتة ملكية سامية تجاه عدد من شباب الريف و«جيل زد» من المغاربة، ممن وجدوا أنفسهم خلف القضبان على خلفية توترات اجتماعية باتت اليوم، في تقديره، جزءاً من الماضي أكثر منها من الحاضر.
أوزين استحضر، في كلمته، البعد التاريخي العميق لمنطقة الريف، باعتبارها رمزاً للمقاومة والوحدة الوطنية، ومجالاً جسّد عبر العقود قدرة المغرب على احتضان التنوع المجالي والبشري، مع ثباته في الوقت نفسه على ثوابتِه الجامعة وقيمه المقدسة. وذكّر بأن روح التوافق والالتحام، التي تميّز النموذج المغربي، ينبغي أن تترجم اليوم في مبادرة جديدة من مبادرات العفو الملكي، بما ينسجم مع تقليد راسخ من الرحمة والتسامح دأب عليه ملوك الدولة العلوية عبر التاريخ.

وخلال هذه الدورة، سجّل حضور مكثف لقيادات ومناضلي الحركة الشعبية الوافدين من مختلف جهات المملكة، في تعبئة وصفها منظمو اللقاء بـ«اللافتة»، لما تحمله من إشارات سياسية حول وزن المحطة وأبعادها. هذا الزخم التنظيمي، وفق ما عبّر عنه المتدخلون، يعكس رغبة الحزب في استعادة دينامية أقوى داخل المشهد الحزبي الوطني، وإعادة بعث روح المبادرة في أدائه السياسي والمؤسساتي.
وفي أجواء يخيّم عليها وعي عالٍ بدقة المرحلة التي يجتازها المغرب، حرصت قيادة الحركة الشعبية، تحت إشراف أمينها العام، على التأكيد مجدداً على التمسك الصارم بالثوابت الوطنية، وفي مقدمتها الوحدة الترابية، والالتفاف حول المؤسسة الملكية. كما شددت على أن تجديد النفس الديمقراطي وإشراك الشباب، لا سيما أبناء المناطق التي عرفت توترات اجتماعية في السنوات الأخيرة، يمرّ عبر مقاربة تصالحية تستحضر الماضي لكنها تتطلع أساساً إلى المستقبل، وتفتح أمام الأجيال الجديدة آفاق الانخراط الإيجابي في بناء مغرب أكثر عدلاً وتماسكاً.





