مهداوي ل”إعلام تيفي”: ” تسريبات جبروت فضحت الفساد ودعت إلى يوم احتجاجي لمناهضة الإفلات من العقاب”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
دعا حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي بفتح تحقيق جاد حول ما يروج من تسريبات مزعومة لوثائق تهم مسؤولين حكوميين تضعهم في خانة شبهات فساد مالي.
وأوضح مهداوي لـ”إعلام تيفي” أن الدعوة لتنظيم يوم وطني احتجاجي ضد الفساد لم تكن ردة فعل آنية، بل هي قرار سياسي نابع من نقاش داخلي معمق، تم الحسم فيه خلال اجتماع المكتب السياسي للحزب يوم 13 يوليوز 2025، وذلك بعد تفاقم ما وصفه بـ”الهجمة المنظمة على المناضلين، والمبلّغين عن الفساد”.
وأضاف أن هذه الوقفة الاحتجاجية ستكون محطة نضالية للتنديد بسياسة تكميم الأفواه، ولدعم الأصوات التي تواجه المتابعات والتضييقات بسبب فضحها للفساد، بدل ملاحقة المفسدين الحقيقيين.
وكشف أن هذه التسريبات جاءت لتؤكد من جديد الحاجة إلى التعبئة الشعبية ضد شبكات الفساد والإثراء غير المشروع، مبرزًا أن الاحتجاج هو دعم للمبلّغين ومن أجل محاسبة الفاسدين.
وأشار مهداوي إلى أن الفيدرالية سبق أن بادرت بإطلاق نقاشات عمومية مفتوحة حول آليات محاربة الفساد، من خلال تنظيم ندوات وموائد مستديرة، بشراكة مع جمعيات تشتغل في حماية المال العام ومحاربة الرشوة، وأنها تعتبر أن الفساد والريع وجهان لعملة واحدة، يقفان وراء تراجع التنمية وتصدر المغرب لمؤشرات الفساد.
وشدد على أن هذه الوقفة ليست فقط لإدانة الفساد، بل أيضًا لرفض سياسة الانتقام من المناضلين، ولدعوة كل القوى الحية لتوحيد الصفوف من أجل بناء جبهة وطنية حقيقية لمقاومة الفساد وحماية المال العام.
وذكر المكتب السياسي للحزب في بلاغ له على ضرورة التدخل العاجل وفتح تحقيق نزيه وجاد في الوقائع المثارة، والتي تتراوح بين بشبهة استغلال وزيرة في الحكومة الحالية معلومات داخلية تتعلق بتصاميم التهيئة لتحقيق إثراء غير مشروع من جهة ومحاولة وزير آخر الاحتيال والتدليس للتهرب من أداء الواجبات الضريبية من جهة أخرى.
واعتبر المصدر ذاته أن “هذه الممارسات تمثل إخلالا جسيما بمبادئ النزاهة والحياد الواجبة على كل مسؤول”، منبها إلى أن “هذه الوقائع، تأتي التي تنضاف إلى حالات متعددة من تضارب المصالح تعرفها بلادنا، لتكشف مجددا عن حجم الفساد المستشري في دواليب الدولة، والتي تأكد أن سياسة الإفلات من العقاب في الجرائم الاقتصادية أصبحت هي القاعدة في الوقت الذي تعاني فيه العديد من مناطق الوطن وشرائح واسعة من المواطنين من التهميش والخصاص والحيف”.





