موجة الأسعار المنخفضة في الأسواق المغربية..مبادرات فردية تُثير الجدل

فاطمة الزهراء ايت ناصر
تشهد الأسواق المغربية موجة من الجدل والتفاعل الشعبي بعد ظهور مبادرات فردية من بعض التجار لبيع السلع بأسعار منخفضة، في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية الذي أثقل كاهل المواطنين، خاصة مع إقتراب شهر رمضان.
وانطلقت الشرارة الأولى من مراكش، حيث قرر أحد بائعي السمك، عبد الإله، بيع السردين بسعر غير مسبوق بلغ 5 دراهم للكيلوغرام. هذا الإعلان لم يمر مرور الكرام، بل أحدث ضجة واسعة، وهو ما دفع البعض للتشكيك في هوامش الربح التي يحققها الوسطاء والتجار الكبار.
وتأثرًا بهذه الخطوة، قام بائع آخر في سوق بحي المحمدي بأكادير، يُدعى حكيم، بنشر فيديو يعلن فيه أن سعر السردين الحقيقي لا يجب أن يتجاوز 5 دراهم، موجهًا انتقادات حادة للمضاربين الذين يرفعون الأسعار. ولم يتوقف الأمر عند الأسماك، بل امتد ليشمل اللحوم الحمراء، حيث قرر أحد الجزارين بيعها بـ 70 درهمًا للكيلوغرام، في خطوة لقيت إقبالًا واسعًا.
لكن بعض المهنيين أكدوا أن هذه اللحوم تعود لصنف “النعجة” المستوردة من إسبانيا، والتي يُقال إن قيمتها الغذائية أقل من لحوم الأغنام المحلية.
ولم يقتصر التحدي على الأسماك واللحوم، بل دخل تجار الدجاج والبيض على الخط. “السرغيني”، أحد تجار الدواجن، نشر فيديو يعلن فيه عن بيع الدجاج بـ 14 درهمًا للكيلوغرام، دعمًا لمبادرة “عبد الإله مول الحوت”.
وعلى نفس المنوال، خرج بائع بيض ليؤكد أن السعر الحقيقي للبيضة لا يتجاوز 16 ريالًا، مشيرًا إلى أن المضاربين هم السبب في ارتفاع الأسعار، وأن البيض في الأصل منتج رخيص لا ينبغي أن يكون مكلفًا بهذا الشكل.
في المقابل انتشر فيديو لصاحب محل تجاري “الحانوت” كتب ورقة بالخط العريض يعتذر فيها عن ثمن صندوق البيض الذي وصل الى 50 درهما.
وأثارت هذه المبادرات موجة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين مؤيدين يعتبرونها “ثورة” على ارتفاع الأسعار، ومعارضين يرون أنها مجرد حملات مؤقتة لن تغير من واقع السوق شيئًا، في ظل تكاليف الإنتاج والنقل.