موجي ل”إعلام تيفي: ضعف الرقابة تسبب في انتشار التسمم الغذائي
فاطمة الزهراء آيت ناصر: صحافية متدربة
شهد المغرب في الآونة الأخيرة زيادة ملحوظة في حالات التسمم الغذائي، ما أثار قلقًا واسعًا بين المواطنين ودق ناقوس الخطر بشأن سلامة المواد الغذائية المتداولة في الأسواق والمطاعم. ويُعزى انتشار هذه الظاهرة إلى ضعف الرقابة على جودة المنتجات الغذائية، سواء في الأسواق أو في أماكن تقديم الوجبات، فضلاً عن غياب الوعي الكافي لدى المستهلكين حول شروط التخزين والاستهلاك السليم.
وفي ظل هذه الأوضاع، تزايدت الدعوات من جمعيات حماية المستهلك والجهات المختصة لتكثيف الجهود في مراقبة سلسلة التوريد الغذائية، وتطبيق عقوبات صارمة على المخالفين، مع ضرورة تعزيز التوعية العامة للحد من هذه الظاهرة التي تهدد الصحة العامة.
غموض في الأسواق والمطاعم
في هذا السياق، صرح بوجمعة موجي، نائب رئيس جمعية حماية المستهلك، بأن ظاهرة التسمم الغذائي أصبحت منتشرة بشكل ملحوظ في العديد من مدن المملكة، نتيجة لقلة الرقابة والاستهتار بشروط السلامة. وأضاف أن بعض أصحاب محلات الوجبات السريعة يعتمدون على أسلوب “اجي وحل”، حيث لا يخضعون لأي فحوصات لسلامة الطعام ولا يتوفرون على شهادات الطبخ المعتمدة.
وأكد موجي في تصريح لموقع “إعلام تيفي” أن الوجبات التي تباع بأسعار منخفضة، لا تتجاوز في بعض الأحيان عشر دراهم، تجعل من الطبيعي أن يستخدم أصحاب هذه المحلات مواد غير صحية وغير مطابقة للمواصفات، خاصة في ظل الارتفاع الكبير للأسعار في الأسواق.
وفي تحليله للظاهرة، أشار موجي إلى أن بعض المستهلكين يفضلون شراء الوجبات الرخيصة رغم عدم سلامتها، مما يعرضهم للمخاطر الصحية. وقال: “هل يعقل في ظل ارتفاع أسعار اللحوم أن تباع الشوارما بـ15 درهمًا والسندويتش بأقل من 10 دراهم؟” مضيفًا أن هناك تقارير تفيد باستخدام بعض أصحاب محلات الشوارما لمواد مضافة لتصبيغ اللحوم، والتي يتم تقديمها على أنها لحم طري وآمن للاستهلاك.
كما أشار إلى أن بعض الساحات العمومية تروج فيها منتجات منتهية الصلاحية، حيث يتجنب المستهلكون إبلاغ السلطات عن هذه المخالفات، مما يزيد من خطر التسمم لدى المواطنين.
دعوات لتفعيل الرقابة وتعزيز الوعي العام
ودعا رئيس جمعية حماية المستهلك الجهات المختصة إلى تفعيل أدوات الرقابة لضمان صحة وسلامة المستهلكين. كما أكد على ضرورة تكثيف حملات التوعية حول مخاطر استهلاك الأطعمة غير الصحية وكيفية التعامل مع هذه الظاهرة.
من جانبه، أكد مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، في تصريح له خلال ندوة صحافية في الرباط، أن المستقبل يتطلب إنشاء منظومة فعالة لمواجهة الأخطار الصحية التي تهدد المواطنين. وأوضح أن مكتب السلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) يعمل بالتعاون مع مكاتب حفظ الصحة والجهات المختصة لمحاربة التسممات الناتجة عن المأكولات، مؤكدًا أن حماية صحة المواطنين تظل من أولويات الحكومة في المرحلة المقبلة.
تزايد حالات التسمم
يذكر أن شابا توفي مساء أمس الخميس بمدينة أكادير، بعد تعرضه لمضاعفات تسمم غذائي من محل لبيع المأكولات الجاهزة في حي السلام. بعد إصابته بمغص حاد وإسهال إثر تناوله وجبة خفيفة، ما استدعى نقله إلى المستشفى مع أكثر من عشرة زبائن آخرين أصيبوا بنفس الأعراض. وأغلقت السلطات المحل وتم فتح تحقيق في الواقعة.