موسم مولاي عبد الله أمغار 2025… فيض من الروحانيات والهوية الدكالية

حسين العياشي

تنطلق فعاليات موسم مولاي عبد الله أمغار بدكالة، إقليم الجديدة، في فترة من 8 إلى 16 غشت الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. هذا الحدث الديني والثقافي العريق يُعد واحدًا من أكبر المواسم الشعبية بالمملكة، إذ يجمع بين الموروث الروحي والثقافي فتزيده تنوعًا وغنى.

يؤكد رئيس جماعة مولاي عبد الله، المهدي الفاطمي، أن هذه الدورة تتميز ببرنامج شامل ووفير يلبي مختلف الاهتمامات الثقافية والدينية للمشاركين، إذ يُنتظر أن يجتذب الموسم حوالي 5 ملايين زائر. كما تتطلب التدابير الأمنية والتنظيمية تجهيزًا دقيقًا؛ فتُحرك منصة السهرات الفنية نحو المدخل الرئيسي لتخفيف الازدحام وإنشاء انسيابية في الحركة، مع حضور أمني مكثف.

يفتخر الموسم بالمحافظة على فن التبوريدة، المصنّف تراثًا ثقافيًا لاماديًا من قبل إيسيسكو، بمشاركة ما يقارب 130 سربة للرجال و3 سربات نسائية، إلى جانب اعتماد محركين للتبوريدة لتوسيع قطاع الاستمتاع والتفاعل بين الجمهور والعروض.

يُسلّط الضوء خلال هذا الموسم، على جانب ديني غني يتضمّن قراءات جماعية للقرآن، أمسيات السماع والمديح، محاضرات وندوات فكرية تحت إشراف علماء وباحثين محليين.

كما يضم الموسم فعاليات حضرية مفتوحة تشمل عروضًا للصيد بالصقور وفن الفروسية، إلى جانب الليالي الفنية التي يحييها كبار نجوم الأغنية الشعبية مثل عبد العزيز الستاتي، سعيد ولد الحوات، سعيدة شرف، مصطفى الميلس، حسن مول العود، وغيرها من أسماء الساحة الفنية المغربية.

يُجسد هذا الموسم حلقة تواصل بين الماضي والحاضر، عبر الاحتفاء بالإرث الديني والتراث الثقافي لمنطقة دكالة وسط تعزيز روح الانخراط المجتمعي والاحتفال الجماعي. كما يُشكل نقطة التقاء بين محبي الموروث الشعبي والممارسات الروحية والثقافية، في خضم موسم يسعى لترك بصمة وطنية في سماء التقاليد والفن والروحانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى